الجزائر

مكافحة تعاطي المنشطات مسؤولية مشتركة



جاء الملتقى الإعلامي والتحسيسي ضد المنشطات ليؤكد مرة أخرى، عزم الدولة الجزائرية والتزامها بمكافحة ظاهرة كانت ولاتزال تشكل خطرا، ليس فقط على صحة الرياضيين ومستقبلهم، بل تضرب في الصميم مصداقية وسمعة الرياضة الجزائرية.المؤكد أن مجهودات الجهات الوصية لا تكفي لوحدها، فمسؤولية التصدي لهذا الخطر مشتركة، يكون فيها المجتمع المدني والجامعات ووكالة مكافحة المنشطات المرتقب إعادة بعثها، طرفا فاعلا في التصدي لهذه الظاهرة المشينة، وكذلك عائلات الرياضيين والمقربون منهم والمدربون والأساتذة والإعلاميون؛ «لأن رياضيينا في حاجة إلى تأطير كبير، وحملات توعوية، ومراقبة «لصيقة» ليتجنبوا الوقوع في مستنقع الظاهرة».
ميكاشير لمين رضوان (رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات):
إنشاء وكالة وطنية حاليا.. أمر مستبعد
استبعد رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات لمين رضوان ميكاشير، فكرة إنشاء وكالة وطنية في الوقت الراهن، بسبب تكلفتها الباهظة والدقة التي تستدعيها التحاليل التي لا تسمح بأي خطأ، باعتبار أنّ ذلك مرتبط بمستقبل كل رياضي يخضع للمراقبة الدورية. وقال ميكاشير في حوار مع «المساء»، إنّ اللجنة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات «كناد»، تقوم بعملها على أكمل وجه، لاسيما أنها عززت عملها باتفاقية مع مختبر لوزان السويسري.
** بداية، كيف تقيّمون الملتقى الوطني لمكافحة تعاطي المنشطات؟
في الحقيقة، نوعية الحضور أثبتت أهمية تنظيم مثل هذه الملتقيات، التي تهدف إلى تعزيز نفَس جديد في مجال الوقاية من تعاطي المنشطات ومكافحته؛ من أجل مبادئ الاتفاقية الدولية التابعة لليونيسكو التي صادقت عليها الجزائر في سبتمبر 2006.
- هل بإمكانكم إعطاؤنا نسبة تعاطي المنشطات في الجزائر؟
قدّمت اللجنة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات إحصائيات الثبوت من 2013 إلى 2016، نسبة قُدرت ما بين 1 و2 بالمائة، وهي مقارنة بنسب دول العالم متقاربة... وعليه تعمل هيئتنا على تقديم خدمة نوعية في مجال الوقاية من تعاطي المنشطات والعمل بمبدأ الشفافية أمام العينات؛ لأن التحاليل لا تسمح بأي خطأ، باعتبار أنّ ذلك مرتبط بمصير كل رياضي يخضع للمراقبة الدورية.
- سلفتم أن «كناد» عززت عملها باتفاقيات حديثة؟
فعلا، أبرمت اللجنة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات اتفاقية مع مختبر لوزان السويسري، وهو تابع للجنة الأولمبية الدولية... بعد أن أوقفت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات المعمل الرئيس لمكافحة المنشطات في فرنسا يوم 3 نوفمبر الماضي، والذي كان خاضعا لقرار تعليق أنشطته ومنعه من ممارسة أي نشاط مرتبط بمكافحة المنشطات لمدة ستة أشهر لأسباب فنية.
**هل تنوون إنشاء وكالة وطنية، هي الأولى في الجزائر وإفريقيا؟
في الوقت الراهن صعب جدا؛ بسبب التكلفة الباهظة من حيث العدة والتعداد، وحساسية التحاليل لارتباطها بمصير الرياضي.. واللجنة الوطنية تقوم بمهامها على أكمل وجه؛ سواء تعلق الأمر بالعمل الوقائي أو بفحص العيّنات.
نزيلة بلعيد (الأمينة العامة لاتحادية الشراع):
العمل الوقائي أمر حتميٌّ
ثمّنت الأمينة العامة للاتحادية الوطنية للشراع، مبادرة إقامة الملتقى الوطني للتوعية والتحسيس حول تعاطي المنشطات، التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات، معتبرة إياه فرصة هامة للمشاركين لاستعراض تجاربهم الخاصة بالعمل الوقائي.
واعتبرت نزيلة بلعيد هذا اللقاء مناسبة لتباحث سبل التعاون بين المشاركين الوطنيين والأجانب، لاسيما من فرنسا في مجال مكافحة المنشطات، لتوفير مزيد من الإحاطة بفئة الشباب من الرياضيين وغير الرياضيين، ودعوتهم إلى احترام مبادئ التباري الشريف والمحافظة على صحتهم من جميع السلوكات المحفوفة بالمخاطر، وفقا لبنود البرنامج الوطني لمكافحة تعاطي المنشطات، خاصة في مجال التوعية. وأضافت أنّ منشطي الملتقى عرضوا تجاربهم الخاصة بالعمل الوقائي في مجال مكافحة تعاطي المنشطات عامة، ومقارنة هذه التجارب ببعضها البعض للخروج بنقاط قوة هذه المنظومة، لاعتمادها في البرامج المستقبلية ونقاط الضعف فيها لتلافيها ومحاولة إصلاحها.
وفي سياق متصل، دعت الأمينة العامة لاتحادية الشراع، إلى تنظيم ملتقيات مماثلة؛ باعتبارها فرصة قيّمة للتواصل المباشر والتفاعل مع أبرز المتدخّلين في مجالي الشباب والرياضة على المستوى الوطني، بما أنها تتوجه إلى الهياكل التي تُعتبر الحل الأمثل لتفعيل الأساليب المعتمدة في عمليات التوعية؛ عبر وضع خطط لتوعية الشباب بمخاطر تعاطي المنشطات؛ من خلال تكثيف الحملات وتنويعها شكلا ومضمونا.
الخبير الفرنسي بيقار غزافيي:
المنشطات انتهاك لمبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص
أكد الخبير الفرنسي بيقار غزافيي أن واقع الرياضة في الوقت الحالي، «يحتّم علينا المشاركة في الملتقيات المحلية والدولية الخاصة بتوعية وتحسيس الرياضيين بخطورة تعاطي المنشطات على صحتهم من جهة، ونزاهة الأداء الرياضي من جهة أخرى.
وأبرز مستشار علمي بجامعة فال دو غراس (فرنسا)، أهمية تناول مثل هذا الموضوع، موضحا أن المنشطات تُعدّ مساسا بمبدأ المنافسة الشريفة في المجال الرياضي، وانتهاكا لمبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص ونبل الرياضة والحق في الصحة. وأشار في هذا الإطار إلى أن الملتقى الوطني لمكافحة تعاطي المنشطات، يرمي إلى تسليط الضوء على السبل الكفيلة بمكافحة الظاهرة عبر تحديد أنواع المنشطات ووضعية تناولها وتداولها بالجزائر، مضيفا أن الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة، هي الأولى من نوعها التي وافقت فيها حكومات من مختلف أنحاء العالم على تطبيق قوة القانون الدولي لمكافحة المنشطات. وتابع: «هذه الخطوة تُعتبر مهمة؛ نظرا إلى وجود مجالات خاصة، حيث تملك الحكومات وحدها الأساليب اللازمة للمضيّ قدما في مكافحة المنشطات.. وتساعد الاتفاقية على إضفاء طابع رسمي على القواعد والسياسات والمبادئ التوجيهية العاملة على مكافحة المنشطات؛ بغية تأمين بيئة رياضية تتسم بالنزاهة والإنصاف لجميع الرياضيين».
وختم البروفيسور قائلا: «إن محاربة المنشطات والوقاية منها تُعد عملية دائمة، تتطلّب من الجميع عملا مشتركا بين الحركة الرياضية وكلّ الأطراف الفاعلة في الحقل الرياضي، على غرار الاتحاديات، الرابطات والأندية، بالإضافة إلى تنسيق العمل ما بين القطاعات والمؤسسات المعنية، مثل وزارة الصحة، وزارة التربية والتجارة».
باتريك ترابال (أستاذ بجامعة باريس نانتير)
ظاهرة تفسد القطاع الرياضي
سلّط الخبير الفرنسي باتريك ترابال الضوء على خطر تعاطي المنشطات، مبرزا أنها ظاهرة تفسد القطاع الرياضي.
وأوضح الأستاذ بجامعة باريس نانتير، أن اهتمام الجزائر بمناهضة المنشطات أمر مشجّع للحد من استفحال الظاهرة بموجب المصادقة على الاتفاقية الدولية لمكافحة تعاطي المنشطات التابعة لمنظمة اليونسكو في سبتمبر 2006.
وقال ترابال إن الملتقى سيساهم، لا محالة، في بناء منظومة مكافحة المنشطات داخل المجتمع الجزائري من زاوية حقوق الإنسان حول العديد من المحاور، أهمها، على الخصوص، تحديد أنواع وأشكال المنشطات، وأثرها على الاقتصاد الوطني وتعاطي الإعلام مع ظاهرة المنشطات وغيرها. وأضاف أن هذا اللقاء شكّل مناسبة لتقديم التقرير التلخيصي حول المخطط الاستراتيجي للجنة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات، «كناد» للتحسيس من مخاطر المنشطات في المجال الرياضي مع رؤية تحليلية لواقع المنشطات بالجزائر.
رشيد حنيفي (طبيب أخصائي في الطب الرياضي):
تعاطي المنشطات جريمة في حق الأخلاق الرياضية
ازداد، في الفترة الأخيرة، الحديث عن المنشطات وتعاطي الرياضيين لها، واحتلت المنشطات وتأثيراتها مجالا واسعا، لاسيما في الساحة الرياضية الوطنية، بهدف الارتقاء بالمستوى البدني والرياضي، كما أوضح رشيد حنيفي أخصائي في الطب الرياضي.
ذكر الرئيس الأسبق للجنة الأولمبية الرياضية أنّ الجزائر حريصة على تنظيم مثل هذه المتلقيات الخاصة بمحاربة تعاطي المنشطات، انطلاقا من المصادقة على الاتفاقية الدولية، وعليه التزمت الجزائر باعتماد وتطبيق كل الإجراءات والتدابير ضد تعاطي المنشطات في مختلف أشكاله؛ من أجل المحافظة على صحة الرياضيين وتساوي الفرص بينهم في المنافسات الرياضية، وحماية المبادئ الأخلاقية والقيم التربوية للرياضة. وواصل يقول: «هذا اللقاء جمع كل الفاعلين في الوسط الرياضي الوطني وخبراء من الخارج؛ لاستثمار خبرتهم وتجربتهم في مجال الوقاية من تعاطي المنشطات، «وعليه نجدد نداءنا إلى كل هذه الأطراف في الساحة الرياضية؛ من أجل تحمّل مسؤولياتهم ومهامهم، وفقا للأحكام القانونية سارية المفعول».
وعن أنواع وأضرار المنشطات كشف الأخصائي في الطب الرياضي، أنّ نوعية المنشطات التي يستخدمها الرياضيون تختلف باختلاف الرياضة التي يمارسونها، فهناك هرمونات النمو لمن يبحث عن كتلة عضلية أضخم، وهرمون يساعد على زيادة تقوية العضلات وزيادة اللياقة، وأخرى تساعد على رفع درجة التركيز وتحمّل الألم، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى ما أسماه الجيل السادس من تعاطي المنشطات؛ أي تعديل الجينات، حيث يصبح الجسم قادرا على إنتاج مواد منشطة من الداخل، وهو ما يُعد جريمة؛ كونه يؤدي إلى استنفاد الغدة التي تنتج مادة معيّنة.
وأضاف أن التأثيرات الصحية تتراوح بين إضعاف البنية الجسدية في سن مبكرة وبين العجز الجنسي والموت المفاجئ في سن مبكرة، وكذلك نقل الأمراض الوراثية إلى أولادهم، كما حصل مع لاعبي المنتخب الوطني للثمانينيات، الذين اتّهموا بإعطائهم منشطات بدون علمهم تحت إشراف طبيب روسي، وكانت النتيجة أن أنجبوا أولادا بإعاقات.
ودعا رشيد حنيفي في الأخير الوزارة الوصية إلى إنشاء الوكالة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات المنصوص عليها في القانون 13-05؛ من أجل ضمان نجاعة المساعي وطنيا ودوليا.
محمد حشفة (رئيس اتحادية ذوي الاحتياجات الخاصة):
الحركة الرياضية مطالَبة بالتجنّد
دعا رئيس الاتحادية الوطنية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، كل الفاعلين على المنظومة الرياضية الوطنية، إلى التجنّد من أجل الحد من استفحال ظاهرة تعاطي المنشطات التي أخذت أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة عقب الحالات المكتشفة؛ من خلال تبنّي استراتيجية شاملة ومتناسقة، تضمن توحيد الإجراءات والنصوص الترتيبية والتنظيمية.
وأوضح المسؤول الأول عن رياضة فئة المعاقين، أن الملتقى الإعلامي والتحسيسي ضد المنشطات، يهدف إلى ترشيد المدربين إلى الاعتناء بشكل أحسن بالرياضيين، مبرزا في الوقت نفسه، أنّ هذا الملتقى يندرج في إطار التوصيات الدولية ضد المنشطات والمصادق عليها من قبل الجزائر في سبتمبر 2006، وإرشادات السياسة الوطنية في الجانب الرياضي بالإضافة إلى قانون 13-05 المتعلق بالرياضة، والذي خصص ثماني مواد قانونية وثلاث مواد جزائية لمكافحة المنشطات. وأضاف: «الوضعية تتطلب تدخّل جميع المصالح والجهات المعنية عبر المشاركة في مكافحة هذه الظاهرة، واتخاذ المسؤولية والتجند بما فيها وسائل الإعلام، التي تلعب دورا فاعلا في تعزيز القيم والأخلاق الرياضية».
وأشار محمد حشفة في الأخير إلى أهمية دور المسؤولين عن الرياضة، في نشر ثقافة الروح الرياضية النبيلة والأخلاق الفاضلة، بعيدا كل البعد عن السلوكات المنافية للتربية الرياضية، مثل تعاطي المنشطات التي تنطوي على الكثير من الأضرار على صحة ونفسية الشباب الممارسين للرياضة الذين يبقون أول ضحية لهذه المواد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)