صورة للطفلة شيماء رحمة الله عليها
الإسلام دين سلام و السلام ليس مجرد كلام أو حبر على ورق، و هو ليس مجرد خطابات رسمية أو خطب تقام في المساجد. و زماننا كثر فيه المفتي و ناشر الفتنة الذي لا ينفع ولا يقنع إلا لساعات أو فترة من الزمن، ولا داعي للبحث عن الأسباب لأن ذلك يستدعي فعلا الدراسة. فاختلاف المناهج و دخول الإعلام الأجنبي إلى بيوتنا كان له الأثر السلبي البالغ على حياتنا لهشاشة مجتمعاتنا الإسلامية التي إبتعدت نوعاً ما عن صلب الإسلام. زيادة على عدم تمسكنا بثقافتنا و إرثنا الحضاري الإسلامي ... تلك الأسباب و غيرها تركتنا لقمة سائغة لكل متربص بنا.
يؤلمني أن نشاهد اليوم مشاهد غريبة عن مجتمعنا كمقتل الطفلة "شيماء" في ربيعها الثامن... الأكيد - و دون أن تكون لي دراية إحصائية بواقعنا المحلي الوطني- أن المرحومة شيماء ليست وحدها بل ستدرج في سجل إحصائيات العنف ضد الأحداث لهذه السنة... الغريب في قصة هذه البنت و المؤسف أن أخلاق و شيم مجتمعنا أصبحت مهددة بالزوال. و المقصود هنا أننا صرنا كلنا نشاهد يوميا بعض التصرفات التي تتنافى مع أخلاق الإسلام و الإنسانية...صرنا نرى شخصا يُعتدى عليه ولا نحرّك ساكناً... نرى فتاة تعاكس ولا يتم تأديب المعاكس، نسمع العبارات البذيئة و المخالفة للآداب العامة و الأخلاقية تقال في شوارعنا و بحرية تامة...
في زمن ليس بالبعيد، كان عيبا على الشباب أن يتلفظ الواحد منهم بكلمة بذيئة خاصة عند مرور من يكبرهم سناً أو امرأة أو بنت. أما اليوم، فالمار و خاصة من الكبار و النساء يشعر و كأنهم ينتظرونه عن قصد للتلفظ بما لا يرضي الله و العباد زد على ذلك عدم الاحترام في الحافلة و أماكن الطوابير للنساء بحجة ماذا ؟؟؟ أنتن تردن المساواة بين الرجل و المرأة ... يا أخي المساواة لم يعطها الدستور و إنما الإسلام لمن يعرف قيمة هذه المساواة الربانية و هذه الحجج لا تلغي الآداب و الأخلاق الإنسانية، المؤسف فعلاً أننا نتحجج بحجج تنافي شيمنا.
فالشارع الذي كان مدرسة تربّي بعد البيت و المدرسة أصبح جحيما و كأنه يسعى لكسر كل ما نتعلمه في بيوتنا و مدارسنا و ديننا... كيف لبنت صغيرة تقتل و لم يرها أحد ؟ كيف لم يسمع صراخها أحد ؟ كيف تمر بحيّها مرور الكرام ولا أحد يتدخل و يتحرك لينقذها ؟؟؟ ما هذه الذهنية الغريبة التي صارت تعشّش في عقولنا و قلوبنا ( تخطي راسي ) بل هي عليك و علينا فاليوم شيماء و غداً لمياء و غيرها ... لماذا لا نتحرك ؟ و ما المانع ؟ أين النخوة؟ ... لا أقول أن نحرر فلسطين بل أن نحرر أنفسنا المسجونة في أقفاص صدورنا.
شباب اليوم طاقة ثائرة راغبة في الجديد و المفيد. شبابنا لم يعد يحتمل أن يهان أو يقلل من قدراته، فهم في حاجة لمن يمد لهم يد العون و يوجههم و يرشدهم و يعينهم في توجيه طاقاتهم لخدمة أنفسهم و مجتمعهم.
إن في تراثنا و تاريخنا مناهج أساسية لبناء الحاضر و المستقبل، فالشهداء استشهدوا من أجل الوطن و ليس لأن يكونوا صفحة في كتب التاريخ. و شبابنا اليوم هم في حاجة للتعرف على أبطالهم ليس في كتب التاريخ بل على أرض واقعهم المعاش حتى يقتدوا بهم كي لا يكون للغريب سبيل في أذهان شبابنا فلا تزهق أرواح أخرى. مكارم الأخلاق موجودة في تاريخنا و حضارتنا لكنها في حاجة لإحيائها و الافتخار و الاعتزاز بها.
أدعوكم للتفكير و إحياء ذكرى شهدائنا في قلوبنا. و الطفلة البريئة شيماء ما هي إلا ضحية مجتمع غابت عنه مكارم الأخلاق التي هي موجودة ... و لكن لابد من نفض الغبار عنها.
رحمة الله عليك يا شيماء و رحمة الله على كل من فقد مكارم أخلاقه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زبيدة كسال
المصدر : www.djelfa.info