الجزائر

"مقهى البرّازة" تستقطب المئات من تجار السيارات بباتنة




تزايد خلال الأشهر الأخيرة بباتنة، نشاط تجار السيارات وهواة تبديلها، على مستوى ما بات يعرف ب ”مقهى البرّازة” التي تقع بالطريق الرابط بين باتنة وخنشلة، بالقرب من حي طريق الوزن الثقيل. وقد شكل ”المقهى” ظاهرة تجارية بامتياز امتد صداها إلى خارج الولاية بعد أن كان محصورا في ولاية باتنة.أصبح مقهى البرازة في باتنة محجا للراغبين في بيع السيارات أو استبدالها من الولايات المجارو ة على غرار خنشلة، سطيف، أم البواقي وغيرها من المناطق، فضلا عن الدوائر التابعة لولاية باتنة. وقال عدد من رواد هذه المقهى أن المكان يشكل لهم بديلا عمليا عن التوجه إلى أسواق السيارات التي تنتظم بصفة أسبوعية، خلافا لهذا التجمع الكبير الذي ينتظم يوميا في الساحة المقابلة للمقهى..المساحة المحاذية للمقهى تتحول إلى سوق للسيارات^ وما يلفت انتباه المار بالمكان هي الأعداد الكبيرة للسيارات من مختلف الأنواع والأصناف والترقيمات، يبدأ أصحابها في التوافد إلى ساحة المقهى بعيد صلاة الظهر وسرعان ما يتحول المكان إلى ما يشبه السوق الحقيقي للسيارات بعد أقل من ساعة. ويشير ”س. كمال”، أحد رواد المقهى وهواة استبدال السيارات، أن صاحب المقهى ليس له دخل في جلب أصحاب السيارات من ”البرازّة” أو”البدالّة” بل هم من يتفقون على المكان الذي غالبا ما يكون مقهى من أجل عقد الجلسات وإبرام الاتفاقات، حيث تكون المقهى متوفرة على بعض المعايير مثل اتساع المساحة التي أمامها من أجل ركن السيارات، وكذا البعد النسبي عن التجمعات السكانية الشعبية لتفادي إزعاج السكان. وبالنسبة لصاحب المقهى فإنه يستفيد من حركية ”سوق السيارات” التي بجوار مقهاه، وسرعان ما يعتمد كليا على هذه الحركية في تحصيل الفوائد التجارية. وقد أصبح المكان خلال شهر رمضان المنصرم فرصة لبعض الشبان ممن يقومون ببيع الشواء ويحصلّون بدورهم فوائد معتبرة على اعتبار أن السوق ينتظم بعد الإفطار. المكان يشكل مصدر رزق وحيد ل”البرازة” والوسطاءيشير عدد من رواد ”مقهى البرازة” بباتنة أن هذا المكان أصبح مصدرا حقيقيا ووحيدا للدخل بالنسبة لهم، خاصة أن الكثير منهم لا يمارس نشاط عمل منتظم، غير أنه يمكنه أن يحصّل مداخيل تزيد وتنقص حسب الظروف، انطلاقا من استبدال سيارته بأخرى مع الاتفاق على هامش زيادة يتراوح بين 10 آلاف و100 ألف دج، حسب تقييم السيارتين، بينما يعمد الحاصل على الزيادة في استغلال جزء منها في إصلاح عيوب السيارة وإعادة استبدالها بأخرى. وقد أكد بعض الذين التقيناهم بالمكان أنهم يقومون أحيانا باستبدال سيارتين وأكثر في اليوم الواحد، دون أن ننسى دور الوسطاء الذين يعملون بشكل يومي في هذه السوق، ويعرضون خدماتهم على أصحاب السيارات من أجل تسهيل عملية استبدالها أو حتى بيعها مقابل الحصول على عمولة تتراوح من ألفين إلى 5 آلاف دج حسب الصفقة والاتفاق. وإن كان استبدال السيارات هو النشاط الغالب في ”مقهى البرازة”، غير أن البيع وارد أيضا. وقد أصبح المكان قبلة لمن يريد شراء سيارة.بديل عملي عن أسواق السياراتأصبحت ”مقهى البرازة” تشكل بديلا عمليا عن أسواق السيارات، حسب ما أكده روادها، لأنها توفر الوقت والجهد لمن أراد أن يبيع سيارته ويشتري سيارة أخرى، حيث يتم استبدالها مباشرة في المقهى دون إجراء عملية البيع ثم الشراء مرة أخرى، فضلا عن أن المقهى تنشط يوميا، ويستمر نشاطها من بعد صلاة الظهر إلى وقت المغرب في الأيام العادية، وبعد موعد الإفطار إلى وقت السحور خلال شهر رمضان، في حين أن أسواق السيارات تنظم أسبوعيا بالإضافة إلى أنها تفرض على البائعين ضريبة دخول السوق، أوما يعرف ب”المكس” خلافا لمقهى ”البرازة”.سكان متخوفون من اتساع رقعة السوق الفوضويوحسب صاحب المقهى، فإنه لم يلاق أي تحفظات من قبل السلطات العمومية نظرا لشساعة المساحة المحاذية للمقهى وبعدها عن الطريق الرئيسي، ما يضمن سلاسة حركة المرور. كما أن سكان الحي لا يستعملون الواجهة المحاذية لشارع السوق في الدخول والخروج من المنزل، لأن معظمها يستغل في محلات النشاطات الحرفية المتعلقة بالسيارات كذلك، مثل الميكانيك وإصلاح كهرباء السيارات وبيع قطع الغيار، ما أضفى الطابع التجاري على الشارع أكثر من كونه حيا سكنيا، غير أن زيادة عدد السيارات وامتدادها على مساحة كبيرة من الشارع حول المكان إلى سوق للسيارات قد يمتد حسب السكان إلى الشوارع المحاذية، ما يستدعي تنظيم المكان قبل أن يتحول إلى سوق فوضوي للسيارات.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)