الجزائر

مقتضيات الأحوال في الدرس التراثي العربي



لما كانت اللغة خاضعة لاعتبارات غير لغوية من ظروف وملابسات تكتنف الحدث اللغوي، يعد "المقام" أو" مقتضى الحال" من أهمها ، وهذه الأهمية الكبيرة والمكانة المتميزة تكمن في توجيه معاني كثير من الألفاظ والتراكيب ، فعلماء اللغة قديما و حديثا يرون أن المميزات غير الكلامية للوحدة اللغوية مهمة في تحديد معناها كأهمية معنى الكلمة والمعنى النحوي ويدخل كلاهما في المكون الكلامي، لأن المعاني المعجمية ليست كلّ ما يمكننا من خلاله إدراك معنى الكلام أو النص، و يعتبر مقتضى الحال موجها حاسما لمدلول المقال نهاية ، و قبل ذلك منطلقا أساسيا في توجيه المقال من حيث درجته و مستوى لغته ، - حسب المستوى الذي يقتضيه متلقي الخطاب – و قد نُقل عن "بشر بن المعتمر" أنه قال في صحيفته: « ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني ، و يوازن بينها و بين أقدار المستمعين و بين أقدار الحالات ، فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاما ، و لكل حالة من ذلك مقاما ، حتى يقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني ، و يقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات ،و أقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات »

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)