مقاول يقتل شابّا لمحو آثار وأسرار التورّط في الفساد

مثل مقاول يدعى "ب. ن"، الإثنين، أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو، بعدما توبع بجناية القتل العمدي ضدّ الضحية "ب. ك" الذي فارق الحياة متأثرا بجروحه البليغة بعد يومين من الحادثة.وقائع هذه القضية تعود إلى ليلة 15 أكتوبر 2015 على طريق تاخوخت، حيث تواعدا الطرفان في البداية على اللقاء في مدينة تيزي وزو، إلا أن المتهم في قضية الحال عاود الاتصال به، ليغير مكان اللقاء في طريق خالي لا يمر منه السكان إلا نادرا، نظرا للظروف الأمنية، وتحوله في الليل إلى مكان للمنحرفين.الضحية قصد المكان بعدما استأجر سيارة أجرة، وعند وصوله وجد المتهم برفقة أحد أصدقائه على متن السيارة، فنزل من سيارة الأجرة، مخبرا السائق أنه لن يتأخر، وسيعود بعد لحظات فقط، و قد صرّح الشاهدان في مختلف مراحل التحقيق، أنهما تفاجآ بسماعهما لصراخ ومناوشات بين الطرفين، ما دفع بأحدهما إلى النزول لفك الشجار وسحب المتهم إلى داخل السيارة، في الوقت الذي فر فيه الضحية وتبعه سائق السيارة الذي اندهش من حالته، حيث أصيب بعدة ضربات في جسده، ما دفعه إلى توقيف سيارته في أحد الحواجز الأمنية، والاستنجاد بمصالح الدرك لنقل الضحية، ومباشرة التحقيق في وفاة الضحية.المتهم اعترف في التحقيق أنه طعن الضحية بالخنجر بسبب محاولة هذا الأخير ابتزازه ومطالبته بالأموال دائما، كما أنه كان يقوم بتهديده في كل مرة، إلا قدم خلال جلسة المحكمة رواية أخرى، أين صرح أن الضحية قد طلب منه 50 مليون سنتيم من أجل حصوله على تأشيرة، وقال إنه قد أخبره بنشاطه في إطار "داعش"، الأمر الذي أثار مخاوفه بسبب تهديده من الإرهاب في 2009 ، ما جعله يتضايق منه، لكنه لم يقصد قتله، وإنما كان يدافع عن نفسه.رئيسة المحكمة لم تقتنع بتصريحات المتهم، خاصة وأنه لم يعطي السبب الحقيقي لقتله للضحية، مشيرة إلى أن سبب الجريمة يتلخص في أن الضحية يملك أدلة حول تورطه في قضايا، كان يستعملها لابتزازه، ما دفع إلى قتله لإخفاء السر معه.