مقامات النفس السبع

لا بُدّ للسالك إلى الله من معرفة نفسه، فإن لم يعرفها ظلَّ حبيس نفسه وحجبها ولم يدر كيف يجاهدها وينعتق من حبائلها.
النّفس مقامات، ولكلّ مقام حجب، وكلّما تدَرَّج السّالك في هذه المقامات اكتشف العوائق والحجب الّتي تقف في طريقه للوصول إلى الله وسعى سعيه لمجاهدتها.
والنّفس سبع مقامات وهي: أمَّارَة، لوَّامَة، ملهمة، مطمئنة، راضية، مَرضية وكاملة.
يُعرِّف أحد العارفين رضي الله عنه كلّ مقام من مقامات النّفس باسم خاص بها: مقام ظلمات الأغيار وتسمّى فيه النّفس بالأمّارة. مقام الأنوار وتسمّى النّفس فيه باللَّوّامَة. مقام الأسرار وتسمّى النّفس فيه بالملهمة. مقام الكمال وتسمّى النّفس فيه بالمُطمئِنّة. مقام الوِصال وتسمّى النّفس فيه بالرّاضية. مقام تجلّيات الأفعال وتسمّى النّفس فيه بالمُرضية. ومقام تجلّيات الصِّفات الأسماء وتسمّى النّفس فيه بالكاملة.
ويقول رحمه الله: ''فإذا ما ارتقت من نفس أمّارة بالسُّوء إلى نفس لوّامة، ومِن لوّامة إلى ملهمة، ومِن ملهمة إلى مطمئنة، ومِن مطمئنة إلى راضية، ومِن راضية إلى مرضية، دخلتَ في حيّز النّفس الكاملة، وحينئذ تكون قد تخلّصت من ران الطباع وكثافة ذميم الخِصال وتَحَكَّم سجن الجسد فيها، فيكون لها الشّفافية والإطلاق، فتتحكم هي في الجسد ولا يتحكّم الجسد فيها، ويكون صاحبها روحانياً، وهذه المرتبة هي الّتي تسمّى فيها النّفس روحاً''.