الجزائر

مقال :هل استوعب الإخوان الدرس؟



ليس من العيب أن تخطئ، خاصة إذا كنت عديم الخبرة وفاقد التجربة، لكن من المشين أن تصمم على عنادك وتستمر في الخطأ، بعد أن يقول لك الجميع، بمن فيهم حلفاؤك، أنك مخطئ. الأزمة التي سببها الإعلان الدستوري الذي أطلقه الرئيس المصري محمد مرسي، رغم ضخامتها وخطورتها البالغة، إلا أن إيجابياتها أكثر بكثير من سلبياتها. ومن أهم الإيجابيات أنها أثبتت للإخوان المسلمين أنهم قلة في مصر، وأن استمرارهم على النهج الذي خططوا له وانتهجوه منذ وصولهم للسلطة، سوف يؤدي في النهاية إلى السقوط الذريع والسريع لهم، بل ربما لن يعطيهم الفرصة للاستمرار في السلطة حتى انتخابات الرئاسة القادمة.
ومن الإيجابيات أيضا لهذه الأزمة، أنها أثبتت للإخوان المسلمين حقيقة كان العالم كله يراها وهم عميان عنها، وهي أن الشارع المصري الذي انفجر في ثورة 25 يناير بمختلف فئاته وطوائفه، والتي لم يشارك فيها الإخوان، لم يعد قابلا للخداع والشعارات الكاذبة، ولم يعد ينطلي عليه التمسح بالدين وارتداء الأقنعة الكاذبة، كما أثبتت الأزمة. وباعتراف واشنطن والغربيين الذين دعموا تيارات الإسلام السياسي للوصول للسلطة، فإن جماعة الإخوان ليست مؤهلة للعمل الرسمي ولا لإدارة دولة كبيرة مثل مصر، وأنهم يفتقرون للحد الأدنى المطلوب من الخبرة اللازمة لهذه المهام الصعبة. لقد أسقطت هذه الأزمة الإخوان من على صهوة الجواد الثائر الذي امتطوه بالخداع، مدعين أنهم جزء من ثورة الشعب المصري، والجميع يعلم أنهم لم يكونوا جزءا من الثورة، بل كانوا أقرب القوى للنظام المخلوع، وكانوا أول وآخر الجالسين معه. لقد أعمت السلطة وكرسي الحكم الإخوان عن حقائق كثيرة واضحة وضوح الشمس. ومنها أن مصر كانت منذ القدم ومازالت وستظل دولة مؤسسات وسلطات مستقلة، ولا يمكن لأحد مهما كانت قوته ومهما كان الذي خلفه ويدعمه، أن يأخذها لعصر لم تعشه ونظام لم تعرفه في تاريخها الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة مضت، فمصر منذ وجدت على الأرض لم تحكمها جماعة أو شلة أو حتى قبيلة، بل بدأت وجودها وتاريخها دولة متكاملة، بكافة مؤسساتها وسلطاتها العليا المستقلة بعضها عن بعض. ومن أهم إنجازات هذه الأزمة أنها كشفت نوايا الإخوان في تقسيم المجتمع المصري، فقد سمعنا قادة الإخوان الذين تحدثوا في الأزمة وهم يصفون كل من هم ضدهم بأنهم كفار وضد الإسلام، ولم تنطلِ خدعتهم هذه على الملايين الذين خرجوا لهم في كافة ميادين وشوارع ومدن مصر، وخرجت مظاهراتهم الهزيلة والتي كانت محددة الوقت نهارا حسب مواعيد إيجار الباصات التي نقلتهم، بينما القوى الأخرى معتصمة في الميادين لأكثر من أسبوعين. الإخوان المسلمون في مصر كانت أمامهم فرصة تاريخية كبيرة ليكفروا عن سيئاتهم وتاريخهم التآمري، ويشاركوا في حكم مصر وبنائها، لكنهم للأسف أضاعوا هذه الفرصة بغباء وجهل واضح بشؤون وأساليب إدارة الدول. لا نقول إن هذه هي النهاية، ولن نستخدم لغة التقسيم، بل نتساءل ببساطة؛ هل استوعب الإخوان الدرس أم سيظلون على عنادهم وطغيانهم وعزتهم بالإثم؟
*نقلاً عن “البيان" الإماراتية
مغازي البدراوي
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 2
إقرأ أيضا:
* ارتفاع معدل البطالة في اليونان إلى 26 بالمائة
* تحذير أوباما للأسد بشأن الكيميائي يثير جدلا
* تفكيك عبوة ببيروت ومقتل 11 بطرابلس
* إنقاذ أربعة عمال بعد محاصرتهم لخمسة أيام عقب حادث بمنجم للفحم بشمال شرقي الصين
* مصر: قتلى في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه أمام الاتحادية
* إصابة 10 أشخاص في هجوم على مقر الاتحاد العام للشغل بتونس
* إيران: حصلنا على جميع المعلومات المسجلة على الطائرة
* ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار بوفا في الفلبين إلى 230 قتيل
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)