ذهبية مخلوفي أجمل ذكرى في أولمبياد لندن
اعتبر السفير البريطاني بالجزائر، مارتين روبر، ذهبية العدّاء الجزائري توفيق مخلوفي أجمل ذكرى له في أولمبياد لندن، مشيرا، في حوار خص به ''الخبر''، بأن مقال تيليغراف بشأن النشيد الجزائري لا يعبّر عن موقف المملكة المتحدة.
كيف كان موقف الإنجليز، في اعتقادك، بعد قرار المنظمين بإقصاء البطل الأولمبي توفيق مخلوفي؟
أرى أن الكثير تعاطفوا معه في المملكة المتحدة عندما تم إقصاؤه، وسُرّوا لإعادته إلى السباق. أتقدم بأحر التهاني لتوفيق مخلوفي على فوزه. مجرد المشاركة في الألعاب الأولمبية إنجاز في حد ذاته. والحصول على ميدالية ذهبية أمر مميز، وعلى الجزائر أن تفتخر، كل الفخر، بالإنجاز الذي حققه.
هل خلق إقصاء الجزائري مخلوفي جو من الحذر بين الجزائريين والانجليز؟
لا، بالتأكيد لا. لقد كانت مسألة تخص اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة الأولمبية الجزائرية، وقد سرّ البريطانيون بعودة الأمور إلى مجراها. لقد رحبت المملكة المتحدة بجميع الرياضيين إلى الألعاب الأولمبية، مهما كانت جنسيتهم. أرى أن الترحيب الأخوي جدا، الذي حظي به الجميع، بمن فيهم آلاف المتطوعين، كان أحد العناصر المحددة للألعاب الأولمبية. لقد أبرزت الألعاب أن بريطانيا بلد منفتح ومتنوع ومتعدد الثقافات، ومكان رائع للزيارة والدراسة والعمل والاستثمار. سعدت المملكة المتحدة باستقبال الوفد الجزائري في لندن، خلال الألعاب الأولمبية، ونحن متشوقون لاستقبال الفريق ''البارالمبي'' والاتحادية الجزائرية لرياضة المعاقين في لندن هذا الأسبوع، للمزيد من المنافسات الرياضية.
ماذا تمثل الميدالية الذهبية لمخلوفي في تاريخ الألعاب الأولمبية؟
تعد أيّ ميدالية ذهبية رمزا رائعا لإنجازات الإنسان، وأمرا يجدر على المرء وفريقه وعائلته وبلده الافتخار به.
أظن أنه يمكنكم توقع الفوز بميداليات ذهبية أخرى خلال الألعاب شبه الأولمبية، ابتداء من 29 أوت. فقد فازت الجزائر في دورة الألعاب شبه الأولمبية ببكين ب15 ميدالية، من بينها 4 ذهبيات.
أتنمى من كل قلبي أن يتمكن الفريق من الحصول على نفس القدر، أو أكثر هذه المرة.
ما هي أفضل الذكريات التي تحتفظ بها في الألعاب الأولمبية؟
إنها ذهبية مخلوفي بالطبع. لقد شاهدنا أداءات مميزة في الحديقة الأولمبية، وكان الفوز الجزائري أحد أفضلها.
لقد سررت كثيرا برؤية الوفد الجزائري يدخل خلال حفل الافتتاح بألوان العلم الوطني. كان ذلك بالنسبة لي، ولموظفي السفارة الذين كانوا كلهم يتابعون الحفل بحماس على شاشة التلفاز، نتاج عدة أشهر من العمل الشاق مع اللجنة الأولمبية الجزائرية التي قامت بعمل رائع. لقد نظمنا العديد من التظاهرات المثيرة في الجزائر قبل انطلاق الألعاب، حيث سعينا إلى خلق شعور حقيقي من الإثارة حول الألعاب. لقد كنا أحد أكبر مشجعيكم.
الجالية الجزائرية تابعت باهتمام الألعاب الأولمبية، وأيضا الرياضيين الجزائريين، ما هو شعورك؟
إنني متأكد من أن المجتمع الجزائري كان أحد أكثر البلدان شغفا بتشجيع بلدهم خلال الألعاب. فمن جهة، تطير فرحا لرؤية التقدم الذي يحرزه رياضيو بلدك ومتابعة قصصهم الشخصية ومشاهدتهم يكافحون ويجتازون التحديات. ومن جهة أخرى، أتاحت الألعاب الأولمبية فرصة لمجرد مشاهدة رياضات لا تتمكنون عادة من رؤيتها ورؤية أداءات جميلة وجريئة من الرياضيين، مهما كان أصلهم. ومن وجهة نظر بريطانية، فقد رأينا الجمهور البريطاني يستعيد اهتمامه بالرياضة من جديد. هذا يظهر قيمة وشرف أن نكون بلدا مضيفا، كما يفسر سبب العمل الشاق الذي قمنا به من أجل الفوز بحق تنظيم الألعاب الأولمبية. إننا نأمل الآن أن يستلهم الجمهور البريطاني، والمشاهدون من جميع أنحاء العالم، من الالتزام الذي أظهره رياضيوهم، وتطبيقه في حياتهم الشخصية، وعلى جهودهم الرياضية.
كيف نظرت إلى مقال صحيفة إنجليزية وصفت النشيد الوطني أنه أسوأ الأناشيد؟
أتفهم مدى أهمية النشيد الوطني الجزائري، وبالخصوص بالنسبة لبلد فخور بتاريخه، وفي الذكرى الخمسين من استقلاله. إن المقال لا يعكس رأي المملكة المتحدة، وقد سررت بنشر الجريدة لاعتذار مستحق. إذ تناقض المقال بشكل واضح مع الاستقبال البريطاني المنفتح والدافئ والودي الذي خصصه للرياضيين والزوار من جميع أنحاء العالم، والذي كان ميزة أثنى عليها الكل خلال الألعاب الأولمبية التي أظهرت من خلالها بريطانيا مدى تنوعها وتعدد ثقافاتها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هارون شربال
المصدر : www.elkhabar.com