الجزائر

مقارنة حقّ الهجرة والتنقل بين الشّريعة والقانون



تندرجُ حرية التَّنقل والهجرة عموماً تحت إطار ما يُعرفُ بالحرية الشَّخصية ، وهي من الحريات العامة التقليدية وتعني حق الأفراد والجماعات في الانتقال من مكان لآخر داخل الدّولة ، أو الخروج من البلاد والعودة إليها دون أيّ قيد أو منع إلا بمقتضى القانون وهذه الحرية يجب أن تُتاح لكافة الناس دون استثناء ، ولذلك يجب أن تُنظمَ حتى لا تتعارض مصالح الأفراد في استعمالها تعارضاً يجعل هذا الاستعمال مستحيلاً ، ولئلَّا يوصفَ كلُّ تنقُّل وهجرة بأنَّها هجرة غير شرعية تعاقب عليها الأنظمة والقوانين الدولية المعاصرة لا شك أنّ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية لصيقةٌ بشخصه ، وإن كمال إنسانيته مرهون بقدر ما يتمتع به من حقوق (1) و يمكنُ أن تُقيد هذه الحرية إذا كان ثمَّة مصلحةٌ عامة تقتضي ذلك ، فقد يُمنعُ دخول مدينة موبوءة محافظةً على الصَّحة العامة ، وقد يُمنع الاقتراب من بعض الأماكن التي يمكنُ أن تشكل خطراً على صحة ، وأمن ، وحياة الأشخاص ، وعلى هذا الأساس في جميع الأحوال فإن المنع لا يكون مطلقاً وإنما هو محدود من حيث الزّمان والمكان ، والمنع من التَّنقل إما أن يكون بموجب قرار إداري أو بمقتضى حكم ، أو أمر القضاء أو سلطات الأمن والتحقيق لضرورة المصلحة ، ويُطلق عليه في وقتنا المعاصر : المنع من السّفر أو الإقامة الجبرية ، وقد يصدر من المحكمة حكماً يحدّد الشروط الموضوعية والشكلية للمنع من السّفر


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)