الجزائر

مقاربتها الناجعة محط اجتماع دولي اليوم بالعاصمة



- عرض الإستراتيجية الجزائرية لمحاربة تمويل الإرهاب باجتماع دوليتفتح الجزائر ملفات مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال والتهريب مع مسؤولين أفارقة وخبراء دوليين، وذلك خلال فعاليات الاجتماع رفيع المستوى حول مكافحة تمويل الإرهاب في إفريقيا، الذي تستضيفه بلادنا اليوم وغدا على أمل الخروج بموقف إفريقي موحد حول هذه الظواهر التي تهدد أمن القارة السمراء. تتصدر الجزائر طليعة الدول الإفريقية وحتى العالمية في مكافحة آفة الإرهاب نظير الخبرة الطويلة لها في الميدان، فإلى جانب المعركة العسكرية والاستخباراتية المتواصلة على بقايا الجماعات الإرهابية في الجبال والثغور، قامت الجزائر بحرب سياسية ودبلوماسية وقانونية،على الإرهاب، انطلاقا من مقاربتها للإرهاب، إذ كافحت في الأمم المتحدة ومختلف المنابر الدولية والإقليمية على ضرورة تحديد مفهوم الإرهاب، وأيضا طرحت مشروع قرار دولي لمنع دفع الفدية للجماعات الإرهابية، خاصة وان دولا كبرى تورطت في دفع أموالا طائلة للإرهابيين شمال مالي من اجل تحرير رعاياها المختطفين من قبل الإرهابيين هناك وهو ما اعترضت عليه الجزائر. كما اقنعت الجزائر دول إفريقيا بالتوقيع على الاتفاقية الإفريقية لمكافحة الإرهاب، وكذا الاتفاقية الإفريقية لتسليم المطلوبين. مساعي الجزائر تستهدف أيضا تجفيف منابع التطرف، وجعل التنمية كرافد من روافد محاربة الإرهاب، فالإقصاء والتهميش كثيرا ما صبا في صالح الجماعات الإجرامية، حسب الأطروحة الجزائرية. ومعلوم بأن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، قد كلف من قبل نظرائه الأفارقة بالتكفل بموضوع مكافحة الإرهاب ومشاطرة العائلة الإفريقية وباقي دول العالم تجربته الكبيرة، ليس فقط في مجال مكافحة الإرهاب عن طريق السلاح، بل وأيضا تجربتنا في مجال التصدي للتطرف. اما بخصوص المساهمة المادية للجزائر في مكافحة ظاهرة الإرهاب، فنذكر بتصريح الوزير الأول، أحمد اويحيى، نهاية العام الماضي اين قال أن الجزائر منحت أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة خمسة بلدان من شبه منطقة الساحل (التشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وليبيا)، في مجال مكافحة الارهاب، مذكرا أن المساهمة التضامنية للجزائر في مكافحة الإرهاب في شبه المنطقة الساحلية قائمة منذ أكثر من 10 سنوات من خلال لجنة قيادة الأركان العملية للجيوش وآليات تعاون أخرى. وفي السياق، يندرج اجتماع اليوم في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل والقضاء على مصادره من جهة، وتعزيز التنسيق والتشاور بين البلدان الإفريقية حول القضايا الأمنية على غرار مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف والمتاجرة بالأشخاص والمخدرات والتهريب من جهة أخرى. وفي إطار مكافحة هذه الظاهرة، عقد شهر فيفري المنصرم بالجزائر لقاء بين مساهل والمنسقة المساعدة المكلفة بمكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، ألينا رومانوفسكي، حيث ناقش الطرفان خلال هذا اللقاء الوضع الأمني بالمنطقة، وتبادلا وجهات النظر حول وضعية التعاون الثنائي. وأعربت كل من الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية عن اهتمامهما البالغ بتطوير تبادل الخبرات أكثر وتعزيز التعاون في مجال التصدي للتطرف وتدعيم الأعمال الرامية إلى تجفيف مصادر تمويل الإرهاب العديدة. من جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، خلال اجتماع وزاري مع كاتب الدولة الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون، حول الأمن في إفريقيا في نوفمبر الفارط بواشنطن، أن نجاح عملية المكافحة العسكرية والأمنية للإرهاب، يقتضي وجود سياسات وبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية ودينية وبرامج أخرى تأخذ في الحسبان مختلف الفئات الهشة في المجتمع التي تستغلها الدعاية الإرهابية بشكل مكثف. وتطرق الوزير إلى وضع سياسة عميقة للتصدي للتطرف، الوقاية منه، بهدف القضاء على العوامل التي قد ينجم عنها تهميش أو تزويد التطرف والعنف في المجتمع. وفي إطار الجهود التي تبذلها الجزائر، تم تنظيم عدة ندوات واجتماعات على غرار الندوة الرفيعة المستوى حول الإرهاب التي نظمت مناصفة مع الاتحاد الإفريقي بوهران في ديسمبر الماضي والتي عرفت مشاركة عدة بلدان إفريقية. كما شدد مساهل خلال اجتماع المنتدى العالمي حول مكافحة الإرهاب بغرب إفريقيا والذي انعقد في أكتوبر الماضي بالجزائر على ضرورة العمل معا، من أجل تجفيف مختلف مصار تمويل الإرهاب، لاسيما احتجاز رهائن مقابل فديات والجريمة المنظمة العابرة للأوطان بمختلف أشكالها والمتاجرة بالبشر، إضافة إلى تبييض الأموال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)