رمزية انطلاقة الفرسان 5 لرئاسيات 12 ديسمبر من الجنوب تحمل دلالات عميقة في الحرص الشديد الذي يبديه المترشحون تجاه منطقة عزيزة على كل أبناء هذا الوطن، خاصة في الجانب المتعلق بالتنمية المحلية القائمة على اللامركزية والتوازن الجهوي. وكل الاقتراحات الصادرة خلال هذه الحملة تلتقي عند نقطة خدمة الوطن والمواطن.وعليه، فإن هذا الشعور المسؤول ينم عن إدراك المترشحين ما تتوفر عليه تلك المناطق من قدرات مادية وبشرية خارقة، تتطلب فعلا تلك الحوكمة العقلانية في تسييرها وفق منطلقات أفكار تواكب التغييرات الراهنة في التوجهات العامة للاقتصادي الجزائري وهذا بتثمين كل ما تحتويه لاستحداث تلك الوثبة في خلق الثروة والقيمة المضافة والاستغلال الرشيد للإمكانات الموجودة. ولا يتأتّى هذا إلا إذا تقرر ترقية فرص الاستثمار والإنفتاح على المحيط بأساليب ووسائل عمل مهنية تخضع لمقاييس متعارف عليها في هذا الإطار.
وقد أدرج المترشحون 5 الآليات العملية التي يرونها قادرة على التكيف مع هذا الفضاء المفتوح من أجل إحداث التحوّل المرجو في التنمية المحلية على آفاق واعدة تستند إلى نموذجي أدرار والوادي في الفلاحة، مما يسمح مستقبلا بتعميم هذه التجارب الرائدة على مستوى أوسع ونقصد بذلك في ولايات أخرى بإمكانها أن تحذو حذو المنطقتين سالفتي الذكر، مع إيلاء العناية لما تحتويه هذه الجهة من مجالات كبيرة للسياحة، كما هناك قطاعات حيوية أخرى لم نبلورها بعد، نظرا لعدة اعتبارات.
وما اقترحه هؤلاء يعد أفكارا جديدة في حوليات التعامل مع مقتضيات الوضع ومتطلبات المرحلة، الجزائر في حاجة ماسة لها لتحريك التنمية المحلية باتجاه إضفاء طابع التحكم الدقيق في ملفات أرهقت السلطات المحلية، منها البطالة، أي توفير مناصب الشغل بالإمكان إيجاد الوظائف في حالة التحلي بالنظرة الواقعية والمندمجة الشاملة وهذا بتحرير المبادرة المحلية ورفع الإكراهات الإدارية عن المشاريع الاستثمارية الموجودة على المستويين الولائي والبلدي.
لا توجد هناك حلول سحرية أبدا وإنما هناك برنامج عمل الذي وعدنا به المترشحون لقياس مدى واقعيته، غير أن الشغل الشاغل للمرحلة القادمة هو تكييف أدوات التسيير مع منطق المنافسة والتوجه نحو التصدير لا يكفي أبدا أن نراهن على مشاريع لا تنطبق مع هذه الرؤية، بل أن دراسة الجدوى تضمن المداخيل الهدف منها الربح لصالح المؤسسة حتى تتفادى الإفلاس. ولابد في هذا السياق، من العودة إلى ما جرى أو ما شهدته المؤسسات خلال التسعينيات من غلق وتسريح، علينا أن لا نقع في مثل هذه المطبات.
نقول هذا من باب تقدرينا لكل المساعي والنوايا الحسنة للمترشحين في الدعوة إلى وضع أفضل من خلال ماورد من تفاصيل دقيقة في كيفية تسيير القطاعات الاستراتيجية في الجزائر... على أساس مقاربات حديثة وصارمة ويمكن فهم هذه الرسائل من خلال ما يصدر حاليا من السلطات العمومية بخصوص المحروقات والمالية، تستدعي حقا يقظة غير مسبوقة مستقبلا في الحفاظ على هذا الخيار في التسيير لضمان حق الأجيال القادمة وفق قاعدة «غرسوا فأكلنا…ونغرس فيأكلون».
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/11/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جمال أوكيلي
المصدر : www.ech-chaab.net