حمّل رمضان لعمامرة، مفوّض الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي، دولا أجنبية فاعلة مسؤولية تضييع فرصة ايجاد حل سياسي، كان بإمكانه، حسبه، تجنب ليبيا حربا أهلية. وأوضح أن تحديا كبيرا يواجه السلطة الجديدة في ليبيا، يتعلق باسترداد كمية السلاح المنتشرة.
وصرّح رمضان لعمامرة، أمس، بالمركز الافريقي للبحوث والدراسات حول الإرهاب بالعاصمة، أن جهود الاتحاد الافريقي بخصوص البحث عن حل سلمي في ليبيا كانت سديدة بكل تأكيد، واستهدفت علاجا يستجيب لتطلعات الشعب الليبي . وأوضح أن خارطة الطريق التي اقترحها وفد الوساطة الافريقية على فرقاء الأزمة، اعتمدت يوم 10 مارس 2011 من طرف الاتحاد الافريقي، يومين قبل اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية، وطلب مجلس الأمن فرض منطقة للحظر الجوي، وسبعة أيام قبل صدور القرار الأممي 1973 المتعلق بالحظر الجوي.
وقال لعمامرة إن التاريخ يكتب في أوانه، وسيكتب التاريخ أن العرض الافريقي هو الوحيد الذي كان بإمكانه تجنيب الشعب الليبي، والمنطقة، ويلات الحرب الأهلية وتداعياتها . وكان مفوض السلم والأمن يتحدث لصحافيين، بمناسبة الإجتماع الخامس لـ نقاط ارتكاز المركز الإفريقي للإرهاب ، المتعلقة بتقييم مخاطر الارهاب والتهديدات التي تواجهها القارة. وسألت الخبر الدبلوماسي الجزائري إن كان يرى أن فرنسا وبريطانيا تسببتا في إفشال خارطة طريق الاتحاد الافريقي، فقال: قد تكون الأسباب عديدة، ولكن الأكيد أن عدم تجاوب عدد من الفعاليات الأجنبية مع الطرح الافريقي للحل في ليبيا، تسبب بشكل واضح في إفشال المساعي السلمية. وهذه الفعاليات تعرف نفسها بنفسها . وتابع: لقد كانت أولويات البعض مختلفة عن أولويات البعض الآخر، وتم تحديدها على نحو حال دون الإصغاء إلى تحذيراتنا.. لم يصغ إلينا شركاؤنا الدوليون، أما جيران ليبيا فقد شاركونا التصوّر المتعلق بالمخاطر، وهم أيضا رفعوا صوتهم عاليا ودعوا المجموعة الدولية إلى التجند لوقف الانزلاق ، ويقصد لعمامرة بالجيران، الجزائر التي رفضت الاحتكام إلى منطق السلاح لإنهاء الصراع بليبيا.
وحول إفرازات الأزمة الليبية على السلم بالمنطقة، قال لعمامرة إن التحديات المطروحة أمام السلطة الجديدة في ليبيا، أمنية بالأساس، تتمثل في خطر الأسلحة المتسربة خارج البلاد والمنتشرة بداخله . وأضاف: لقد كان الاتحاد الافريقي سباقا إلى التحذير من تداعيات الحرب الأهلية، وينبغي على المجموعة الدولية أن تبذل جهودا مشتركة لحل معضلة السلاح . وأفاد لعمامرة أن الاتحاد الافريقي يسعى إلى دفع كامل منطقة شمال إفريقيا والساحل الصحراوي، إلى الاتفاق على تصوّر مشترك لمتطلبات الأمن الجماعي بالمنطقة، وبكل تأكيد يقع على عاتق السلطات الليبية مسؤولية بلورة دور تقوم به في هذا المجال . وحرص مفوض السلم الافريقي، على أن يأخذ حكام ليبيا الجدد في الاعتبار مخلفات الحرب من جرحى وأموات ولاجئين ونازحين داخل التراب الليبي، ولا ينبغي أن ننسى أوضاع العمال الأفارقة المقيمين في ليبيا، إذ نطلب من السلطات الليبية أن تكون حريصة على أمنهم وسلامتهم وكرامتهم .
وقد افتتح اجتماع نقاط الارتكاز مدير المركز الافريقي الموزمبيقي، فرانشيسكو ماديرا، الذي يحمل صفة الممثل الخاص لرئيس اللجنة الافريقية المكلفة بالتعاون لمحاربة الإرهاب. وحضر بداية الأشغال المستشار بالرئاسة مكلف بقضايا مكافحة الإرهاب، كمال رزاق بارة، الذي قال إن سياسة المصالحة التي اعتمدتها الجزائر، لعلاج أزمتها الأمنية، نجحت في رفع الغطاء السياسي عن الإرهاب . مشيرا إلى أن الجزائر انخرطت اليوم في تعزيز السلم والتنمية مع دول الجوار بالساحل . للإشارة يبحث الاجتماع الذي يدوم ثلاثة أيام، تقييم المخاطر التي تهدد السلم بكامل مناطق إفريقيا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حميد يس
المصدر : www.elkhabar.com