الجزائر

مفسدات الأخوّة



 الأخوة في الله هي مِنْحة قدسية وإشراقة ربّانية ونعمة إلهية، يقذفها الله في قلوب المُخلِصين من عباده والأصفياء من أوليائه والأتقياء من خلقه.
قال الله تعالى: ''لوْ أنْفَقْتَ مَا فِي الَأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْن قُلُوبِهمْ وَلكِنَّ الَّله ألَّفَ بَيْنَهُم إِنَّهُ عّزِيزٌ حَكِيمٌ'' الأنفال.63 وقال تعالى: ''واذْكُرُوا نْعمَة اللهِ علَيْكُم إِذْ كُنْتُم أعْدَاءً فَألَّفَ بَيْن قلُوبِكُمْ فأَصْبَحْتُمْ بِنعْمَتِه إخْوَانًا'' آل عمران.103 وإذا دخلت على هذه النِّعمة أفسدته، ومن هذه المفسدات
الطمع فيما في أيدي إخوانك: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم'' ''ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ''.
المعاصي: فإذا نضبت ساعة الصحبة من الذكر والعبادة، أو التناصح والتذكير والتعليم انفتح باب الشر، بل أبوابه، وفي الحديث: ''المسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا''.
عدم التزام الآداب الشرعية في الحديث، ومنها اختيار طيب الكلام في محادثة الإخوان. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ''، أمّا التطاول بالكلام ورفع الصوت فيقطع العلاقات ويفصم عرى الصداقات.
حُسن الإصغاء إلى المتحدث والإقبال إليه بالوجه: لذلك قال أحد السلف: ''إن الرجل ليحدثني بالحديث أعرفه قبل أن تلده أمّه، فيحملني حسن الأدب على الاستماع إليه حتى يفرغ''.
المبالغة في المزاح إلى حد الجرأة خاصة مع أهل الفضل: لذلك قالوا: ''كثرة المزاح تجرئ السفهاء وتسقط الهيبة، ولم يكن النبي هكذا، كان مزحه خفيفاً وملائماً، وكثير من الناس تقطعت علاقاتهم بسبب مزحة ثقيلة أو تعليقة سخيفة، أليس كذلك؟
المِرَاء والجدال: قد تنقطع العلاقة المتينة بسبب جدال عقيم، داخلته حظوظ النفس، وبتغريرٍ من الشيطان بسبب بروز طبائع العناد والمكابرة، فلا يبقى معها مكان للأخوة، ولا تقدير للعِشرة. يقول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْألَدُّ الْخَصِمُ'' والخصم: كثير الخصومة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)