مفتي مصر يحذر من حرب أهلية بسبب الفتن الطائفية

استنكر الدكتور علي جمعة مفتي مصر الأحداث الطائفية التي شهدها حي إمبابة بمحافظة الجيزة مساء السبت محذرا من "الانزلاق إلى غياهب الفتنة الطائفية الذميمة وقيام حرب أهلية" إثر محاولات من وصفهم ب"بعض المغرضين الخارجين عن الشرعية" التعدي على سيادة القانون وهيبة الدولة من "مثيري الفتنة والاختلاف بين أبناء الأمة الواحدة".وطالب د. جمعة المجلس العسكري والجهات الأمنية المختصة بالحكومة ب"القيام بواجبها فورا ودون تأجيل باتخاذ الإجراءات المناسبة والرادعة والكفيلة بعدم تكرار ووقف ذلك العبث بأمن مصر واستقرارها"، كما طالب ب"عقد مؤتمر عاجل وفوري يجمع كافة التيارات والأطياف الدينية والثقافية لحل ملابسات الخلاف وإزالة سوء الفهم بين الطرفين".
ودعا المفتي في بيان له "جميع المواطنين والمفكرين والمثقفين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي بتحمل مسئولياتهم الوطنية في وأد محاولات الفتنة الطائفية بين نسيج الوطن الواحد الذي نجح في تحدي محاولات الوقيعة على مر الأزمان والعصور".
وحذر من أن "مصر تمر حاليا بمرحلة حرجة ومفصلية في تاريخها المعاصر تسعى خلالها بعض الأيادي الخفية إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار في مصر في محاولات يائسة لإغراقها وإضعافها داخليا وخارجيا" ومن أن "تكرار الحوادث الطائفية سيؤدي إلى "الانزلاق إلى غياهب الفتنة الطائفية الذميمة وقيام حرب أهلية إثر محاولات بعض المغرضين الخارجين عن الشرعية بالتعدي على سيادة القانون وهيبة الدولة من مثيري الفتنة والاختلاف بين أبناء الأمة الواحدة".
ووصف مفتي الجمهورية ما يعيشه المصريون هذه الأيام بأنه شيء لا يصدقه عاقل وصعب وقوعه بين أبناء مصر الذين جلسوا مع بعضهم يدا واحدة، مؤكدا أن "لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَحُل على من أثار الفتنة وأيقظها من سباتها، وعلينا كمسلمين أن ننفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر خيرا فإن لهم ذمة ورحِما فمن ظلم ذميا أو أنقصه من حقه فرسول الله حجيجه يوم القيامة".
وأضاف المفتي أن دار الإفتاء كمؤسسة دينية تتعهد ببذل جهودها الكاملة في محاولة عودة الائتلاف إلى جموع المصريين مسلميهم ومسيحييهم الذين تربطهم أواصر مشتركة، رافضا في ذات الوقت أن يُنسب هذا العمل إلى جماعة أو طائفة تنتمي إلى الإسلام الذي يدعو إلى الرحمة والمغفرة ويرقى بآدمية الإنسان أيا كان جنسُه ودينه وعقيدته إلى مستوى أعلى من المقدسات نفسها.
كما أصدرت وزارة الأوقاف بياناً أدانت فيه أحداث إمبابة الطائفية التي أسفرت عن سقوط عشرة قتلى، معلنة رفضها التام لما يحدث من اعتداءات واقتتال أمام دور العبادة، مستنكرة "محاولات الإثارة والتهييج والتلاعب بمشاعر المواطنين باسم الدين من بعض الذين لا يحسنون فهم حقيقة الأديان".
وأهابت الوزارة في بيان بأبناء مصر مسلمين ومسيحيين أن ينصاعوا لصوت الحق وتحكيم العقل والمبادرة بالعمل على إخماد نار الفتنة الطائفية التي تطل برأسها الأسود بين الحين والآخر مهددة أمن مصر واستقرارها.