الجزائر

مفتي الجمهورية وفوضى الفتاوى؟!



مفتي الجمهورية وفوضى الفتاوى؟!
بشرنا وزير الشؤون الدينية، السيد محمد عيسى، أمس، بأن قضية مفتي الجمهورية التي بقيت معلقة لسنوات منذ أعلن رئيس الجمهورية استحداث منصب مفتي الجمهورية، قد تم الفصل فيها، وأن اللجنة الوطنية للإفتاء ستجتمع سبتمبر المقبل لاختيار 50 إماما، اثنان منهم لتولي المنصب وطنيا، والباقون يوزعون على ولايات الوطن.إلى هنا الخبر عادي ولا غرابة فيه، إلا أن المفزع والمريع في الأمر أن الوزير قال إنه سيتم تكوين هؤلاء الأئمة بمصر، وأنه تم اختيار دار الإفتاء المصرية لضمان عملية تكوين هؤلاء الأئمة الذين سيكون مصير شؤوننا الدينية بين أيديهم.فلماذا دار الإفتاء المصرية؟ ولماذا الأزهر؟ ألم تقولوا إننا على المذهب المالكي وهو أكثر المذاهب اعتدالا وتسامحا؟ أليست دار الإفتاء المصرية والأزهر على المذهب الحنفي؟لا أفقه كثيرا في الشأن الديني، لكن ما أعرفه أن الأزهر ليس مرجعية دينية يوثق بها.أليس هو الأزهر الذي حكم منذ سنوات على زوج السيدة نوال سعداوي وأمر بتطليقها بعد أن كفّرها وأهدر دمها؟ أليس نفسه الأزهر الذي أدرج في المناهج التربوية المصرية جواز أكل لحم الأسير؟ أوليس هو من كفر الإعلامي إسلام البحيري وحارب برنامجه التلفزيوني، الذي فتح نقاشا علميا حول الدين وسفسطة الأزهر؟!ألم نستخلص بعد الدروس من تجارب الماضي؟ عندما بجلنا مثلما ذكرت هنا أمس، الغزالي والقرضاوي على أئمة جزائريين وكممنا أفواههم، وها هو القرضاوي يتجبر ويتحول إلى عدو للإسلام والمسلمين، ويتآمر على بلدان ويعمل باسم الدين على دمارها؟هل عقرت الجزائر إلى هذه الدرجة، ولم يعد هناك فيها من الأساتذة من هو قادر على تكوين أئمة وفق مذهبنا المالكي، قادرين على تحرير الفكر من إسلام الدواعش والسلفية الجهادية التي سيطرت على معهد علوم الشريعة بجامعة الخروبة التي تحولت إلى خلفية تعبئة وتجنيد للتيار الأصولي، تقام فيها الحلقات ويخطط فيها لهدم البلاد وإغراق المجتمع في فكر الكراهية والأحقاد؟ما الفرق بين أن يختار وزير الشؤون الدينية بين الأزهر وبين داعش؟! لا شيء، إلا أن داعش تأتمر بأوامر البغدادي، والأزهر يتلون حسب من يحكم مصر؟ أليس الأزهر من أفتى بعدم الزواج من آل مبارك والتصويت لهم، بعد إسقاطهم، بينما كان يسبّح بحمدهم قبل الثورة؟ارسلوا بعثاتكم إلى مصر، لتعود إليكم محملة بفتاوى جواز إرضاع الكبير، وجماع الميتة، و”مثنى وثلاث ورباع… أو ما ملكت أيمانكم”. إلى متى تستهينون بالفتاوى وبتأثيرها كسلاح فتاك في المجتمع؟ إلى متى نترك المجتمع في مهب فوضى الفتاوى؟ ألا يكفي ما عانته البلاد من دمار وخراب وقتل باسم الدين وباسم الفتاوى المعلبة القادمة من مصر ومن المملكة السعودية؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)