أكدت تصريحات مختلف المسؤولين الفلسطينيين التي تلت الإعلان عن اتفاق استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، أنهم لم يحصلوا على أية ضمانات أمريكية تسمح لهم بإمكانية التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع جوان 1967.وقطعت تصريحات الرئيس محمود عباس الشك باليقين بخصوص هذه القضية، عندما أكد أن مصير المفاوضات سيتحدد خلال الأيام القادمة، وأن عدم التوصل إلى اتفاق يبقي كل الخيارات مفتوحة أمام سلطته، بقناعة "أننا دولة مراقب في الأمم المتحدة".
وأعطى الرئيس محمود عباس، في حديث لصحيفة الرأي الأردنية نشر أمس، الاعتقاد أن كل ما حدث طيلة أربعة أيام من التفاوض مع وزير الخارجية الأمريكي، وأن الجانب الفلسطيني قدم مقترحاته لجون كيري الذي قام بدوره بتسليمها إلى الجانب الإسرائيلي، ولكنه لم يشر لا من بعيد ولا من قريب ما إذا كانت إسرائيل قبلت المقترحات الفلسطينية، وخاصة ما تعلق بأسس هذه المفاوضات والهدف النهائي من وراء تنظيمها، وقال "نريد أن نصل إلى حل الدولتين وهذه الرؤية موجودة لدى الإدارة الأمريكية، ولكننا لم نحصل على شيء حتى الآن".
وسارت تصريحات نبيل شعت، في سياق تأكيد هذه الحقيقة عندما قال إننا "ننتظر وأن انطلاق المفاوضات المباشرة بيننا وبينهم مرهون بتحقيق خطوتين، وتتعلق الأولى بمدى مصداقية الدور الأمريكي في الحصول على رد إيجابي على شروطنا قبل الذهاب إلى المرحلة الثانية والخاصة بالدخول في مفاوضات تمهيدية بواشنطن لبحث قواعد ومرجعيات هذه اللقاءات، وقال بلغة صارمة "لن نذهب إلى المفاوضات إلا إذا حصلنا على ما طلبناه"، ولكنه رفض الكشف عن الطلبات.
وهي تصريحات تؤكد أن الجانب الفلسطيني قبل خوض تجربة هذه المفاوضات بعد إلحاح أمريكي متواصل، وضغوط تكون السلطة الفلسطينية قد أذعنت لها وجعلها تقبل في النهاية الجلوس إلى الطاولة دون أن تحصل على تلك الضمانات التي وضعتها كشروط مبدئية مقابل استئناف المفاوضات، ومنها التأكيد على إقامة دولة فلسطينية على حدود جوان 1967 وقضية الاستيطان ومصير آلاف الأسرى الفلسطينيين. وهي كلها شروط بقيت دون إجابة واضحة من الجانب الأمريكي الراعي لعملية المفاوضات ونجاحها، بعدما اكتفى الرئيس الفلسطيني بالقول إن واشنطن "جادة" هذه المرة في مساعيها من أجل الوصول إلى حل سياسي ينتهي إلى إقامة الدولة الفلسطينية.
ولكن تصريحات نبيل شعت، كبير المفاوضين الفلسطينيين السابق، كشفت عن درجة الشك التي تنتاب الجانب الفلسطيني من مفاوضات لم تتضح معالمها ولا حظوظ نجاحها، بعد أن بقيت درجة الالتزام الأمريكي غامضة وغير واضحة، عندما راح يؤكد أن القيادة الفلسطينية لن تعود إلى المفاوضات إلا بتحقيق مطالب فلسطينية.
وهو الشك الذي جعل نبيل شعت لا يخفي مخاوفه من "تحايل" إسرائيلي فيما يتعلق باستحقاقات استئناف المفاوضات بعدم إصدار قرارات جديدة بالبناء الاستيطاني، وكان إحساسه صائبا بعد أن قررت حكومة الاحتلال إصدار قرار لبناء 1500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، وقرار ثان بتسريع إنجاز 3600 وحدة أخرى قيد البناء. والمفارقة، أنه في الوقت الذي مازال فيه الفلسطينيون يبحثون عن ماهية للمفاوضات المرتقبة، حسم الإسرائيليون على النقيض منهم ما يريدون، بعد أن راح وزراء حكومة نتانياهو يؤكدون أنهم لن يقبلوا بدولة على حدود 67 ولا بوقف الاستيطان، وأما الأسرى فإن قرار إطلاق سراحهم سيكون رمزيا ليس إلا.
وتضع إشكالية نقيض الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي الكرة في معسكر وزير الخارجية الأمريكي، الذي تمكن من تحقيق رهانه في إقناع الجانبين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكنه مطالب بجهد أكبر الآن من أجل الانتهاء بمفاوضات سلام إلى نهايتها، اللهم إلا إذا كان يريد إلهاء الجميع بمفاوضات سيتأسف الرئيس أوباما في نهاية عهدته، أنه لم يحقق وعده بتجسيد حل الدولتين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م مرشدي
المصدر : www.el-massa.com