الجزائر

مفاوضات أم إملاءات ؟!



الاتفاق حول استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينين والكيان الصهيوني الذي حققه جون كيري لا يمكن أن يخرج هذه المفاوضات من الدائرة المفرغة التي وضعت فيها منذ أن طرحت فكرة السلام لإنهاء الصراع الاسرائيلي - العربي أولا ثم الفلسطيني - الإسرائيلي بعد ذلك.وإذا كان العرب قد حيدوا عن الصراع أو حيدوا أنفسهم منه فإن حال الفلسطينيين لم يتطور طيلة عقود من المفاوضات وتعليقها ثم استئنافها وعلى العكس من أي مفاوضات المقصود منها ضمان المكتسبات والتفاوض على المطالب فإن في هذا الملف كانت الخسائر دائما من الجانب الفلسطيني في ظل الممارسات الإسرائيلية وعلى رأسها التوسع الاستيطاني، وتهويد القدس وترحيل سكان صحراء النقب والمضايقات التي يتعرض لها عرب 48.ولقد حققت إسرائيل تقدما كبيرا في احتلال الأرض وبناء المستوطنات في ظل مفاوضات السلام مالم تحققه بالحروب، وهذا وحده يدل على أن هذه المفاوضات ستكون ”عبثية” كسابقاتها، وهو الوصف الذي توصل إليه المفاوض الفلسطيني نفسه.
وما يجب التنبيه إليه هو أن الإدارة الأمريكية عودتنا على تكثيف نشاطها تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط في آخر كل عهدة رئاسية لساكن البيت الأبيض ثم يغادره دون تحقيق أية نتيجة للطرف الذي تفرض عليه هذه المفاوضات بدون شروط مسبقة.
فقد وعدت واشنطن خلال مفاوضات واتفاق أوسلو بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة قبل نهاية 1995، ثم توالت الوعود بتوالي الروساء إلى اليوم، ولن يكون مصير وعود أوباما مغايرا لمصير وعود سابقيه.
وبالنظر إلى الظرف الذي يعيشه العالم العربي اليوم وانعكاساته على الملف الفلسطيني يمكن القول أن المفاوضات ستكون مجرد إملاءات من الطرف الإسرائيلي الساعي دائما إلى إفشالها مادامت استراتيجيته تطبق ميدانيا دون اعتراض عربي أو أممي فاعل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)