الجزائر

مفاهيم مغشوشة !



مفاهيم مغشوشة !
بقلم: خيري منصور*من فهموا الاشتراكية على أنها افقار الأغنياء وتجويع الفقراء هم أنفسهم الذين فهموا الحداثة على أنها انقطاع جذري عن الماضي ومن يفهمون العولمة الآن على أنها حفلة كونية تنكريّة يصبح البشر فيها متشابهين كأطباق البيض أو قطع الغيار التي يسدّ أي واحد منها مكان الآخر.وما استقر في ذاكرتنا الشعبية من مفاهيم عدة عقود كان من صناعة وتصدير ميديا مسخرة لخدمة استراتيجيات وأجندات إيديولوجية هكذا فهمت الشيوعية ذات يوم وكأنها المشاعية وبمعزل عن النظريات الفلسفية والأفكار ومن قرؤوا كتابا مترجما ترجمة رديئة عن الوجودية تصوروا أن كلّ شيء مباح رغم أنها كما أعلن فلاسفتها تفرض على الإنسان مسؤوليات تاريخية وأخلاقية وتحمله نتائج كل ما يصدر عنه من أفعال. حتى كلمة فلسفة أصبحت سيئة السمعة في مجتمعات تقضم الامية ما تبقى من ذاكرتها ووعيها بحيث تحولت إلى هجاء لمن يثرثرون ويقال لهم لا تتفلسفوا !ولم تنجح الأديان من سوء الفهم والالتباس والتسييس لأهداف دنيوية خالصة لهذا ما من سبيل لعلاج الفالج الوبائي الذي تفشى في غياب التلقيح وأمصال الوعي كما يقول مثل شعبي والحقيقة أن الطب ببعديه الجسدي والنفسي تقدم إلى حدّ حذف معه اليأس من الشفاء لكن مرضى النفس يتسترون على أمراضهم كما لو أنها عورات ولو فرض علينا جميعا أن نعرض أنفسنا على الطب النفسي كما يقول السايكولوجست د . أحمد عكاشة لفوجئنا بندرة الأصحاء لأن الواقع الذي نشاهد إفرازاته على مدار الساعة يصعب على الإنسان أن يفلت منه وينجو من عدواه ! والقول المتكرر بأن جذر البلاء والداء معا ثقافي لا ينكره إلا من يصدُق عليهم القول بأنهم أعداء ما يجهلون.وما كان لهذا الانفجار الغرائزي المتوحش أن يعيد الإنسان قرونا إلى الوراء لولا ما علق بالمفاهيم والعقائد والمصطلحات من شوائب !!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)