إن الخوض في تشخيص متناقضات الواقع الإسلامي المعاصر يعيد إلى الذاكرة ذلك السؤال النهضوي القديم الجديد، الذي شغل الفكر الإسلامي الحديث و المعاصر: لماذا تأخر المسلمون، و تقدم غيرهم؟
إن محاولة الإجابة عن هذا السؤال أفضى إلى جملة من المعارك الفكرية، حيث عرض كل اتجاه فكري مشروعه النهضوي، ففيما يفسر البعض تأخر المسلمين في كوننا فرطنا في ثوابتنا، و لم نتمسك بإسلامنا الذي هو مصدر قيمنا، يتجه البعض الآخر إلى التأكيد على التخلي عن التراث والتمسك بالحاضر،والعمل كما عملت الدول المتقدمة لنلحق بالتطور ونستدرك ما ضاع من وقت وتأخر،فيما يوجد اتجاه ثالث يرى ضرورة التوفيق بين الماضي و الحاضر، حيث يعتقد أنصار هذا الاتجاه أنه لا يجب الوقوف على أرضية التراث وحده، و لا يجب أن نتجه كلية نحو نموذج أوربا والغرب، بل يجب الأخذ منهما معا من التراث و الحاضر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/07/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد بن جدية
المصدر : مقاربات فلسفية Volume 3, Numéro 1, Pages 09-36 2016-11-05