الجزائر

مغنية تصارع الزمن لمحو صورة التهريب أنجبت قادة سياسيين كبار وتحدت خط «شال»:



مغنية تصارع الزمن لمحو صورة التهريب                                    أنجبت قادة سياسيين كبار وتحدت خط «شال»:
تعد مدينة مغنية الحدودية البوابة الشمالية الغربية للجزائر، حيث أنها أقرب مدينة من الحدود الغربية، ورغم ما تزخر به من ثقافة وتراث وارتباط اسمها بالوالية الصالحة لالة مغنية إلا أنها أضحت مرتبطة بنشاطات التهريب أيضا، كما أنها تضم ضريح سيدي محمد الواسني الذي ذاع صيته في مجال الصلح والإرشاد.
أنجبت المدينة العديد من كبار المسؤولين على غرار الرئيس الأسبق أحمد بن بلة وعمار بلحسن، كما كانت طريقا رابطا بين الثورة والقاعدة الخلفية للقيادة بوجدة المغربية وكانت معبر الرئيس بوتفليقة وكبار المسؤولين خلال الثورة التحريرية.
مدينة مغنية قال عنها سكانها «أن الجغرافيا ظلمتها بحكم موقعها على بعد 12 كلم من الحدود الجزائرية المغربية، والتاريخ نفسه لم ينصفها رغم ما قدمته هذه المدينة للثورة من رجال وما لعبه سكانها من عرش بني واسين في تمرير السلاح والجرحى والمسؤولين إلى القيادة بوجدة والربط بين الثورة وقادتها حتى حاصرهم المستعمر بخط شال، ورغم ذلك فقد اكتشف ثوار بني واسين طريقة لخرقه تتمثل في الصندوق الخشبي، هذه المدينة أنجبت مثقفين وباحثين أمثال أمين الزاوي وواسيني الأعرج وزينب الأعرج.
مدينة مغنية التي تقع اليوم ضمن مخطط النطاق الجمركي الذي حاصرها اقتصاديا، رفع سكانها شعار «مغنية ولاية» خلال كل زيارة رئاسية لمدينتهم، خاصة وأن تعدادها السكاني يقارب 140 ألف نسمة، وشساعة سهولها وتنوعها يؤهلانها لأن تفتك هذا التصنيف عند أول تقسيم إداري جديد وذلك من أجل إدخالها في نمط اقتصادي جديد يمكنها من تجاوز الحصار الاقتصادي المفروض عليها بفعل المركز ال 35 الذي رفع أسعار المواد المدعمة بالمنطقة.
محطة اللقاءات ومركز لقرارات مصيرية
تعرف مغنية بالمنطقة الغربية بعاصمة الحدود الغربية، نظرا لمساحتها الواسعة وتوفرها على أغلب المرافق الإدارية من جهة، ونظرا لقربها الشديد من الشريط الفاصل بين الجزائر والمغرب من جهة أخرى، هذه المدينة التي عرفت أحداثا تاريخية لا يزال التاريخ شاهدا عليها على غرار احتضانها للقمة الثلاثية بين الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد والملك الراحل الحسن السادس بوساطة الملك السعودي فهد بن عبد العزيز، وهو الاجتماع الذي انتهى بفتح الحدود بين الجزائر والمغرب، كما شهدت المنطقة «جوبيلي» الرئيس أحمد بن بلة منتصف سنة 2005 وتحولت المدينة إلى مزار للقادة والشخصيات.
مغنية يرفض سكانها أن توصف بمنطقة التهريب أو بمنطقة المخدرات رغم أن وضعها الجغرافيا ومجاورتها للمغرب، خاصة وأنه لا توجد مدينة حدودية في العالم برمته لا يشتغل سكانها أو بعض منها في مجال التهريب، لكن العصابات المحترفة تستغل هذا الوضع لممارسة كل الممنوعات من تهريب المخدرات والسيارات المزورة وأشياء أخرى معلومة ومجهولة، فمغنية اليوم عاصمة الحدود بلا منازع، وهي بذلك انتقلت من السياسة والأدب إلى التهريب.. سكانها يقولون أنها تعرف أيضا بالفلاحة فسهول بني واسين معروفة بإنتاجها لأجود أنواع البطاطا في الجزائر و«الدلاع» الذي يتهافت عليه التجار قبل المستهلكين، كما تعرف منطقة مغنية اليوم نموا فلاحيا كبيرا من خلال الاستثمار في غرس الزيتون حيث تحولت المناطق الحدودية إلى غابات لأشجار الزيتون ما يؤكد أن سكانها يرفضون الوضع الاقتصادي المفروض عليهم حيث أشار أغلب من التقتهم «الشعب» أنهم يرفضون أن تسمى مدينتهم بعاصمة التهريب لأن المدينة فيها مناقب أخرى ثقافية وسياسية واقتصادية أكبر من التهريب الذي فرضه الواقع الاقتصادي لسكانها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)