"مغارة الصالحين" بتيسمسيلت.. من العبادة إلى الاحتماء من الشمس

لم يجد عشاق الطبيعة الخلابة التي تميز منطقة سيدي سليمان بتيسمسيلت، من وديان وشلالات وجبال، غير مغارة الصالحين، للاحتماء فيها من أشعة الشمس الحارقة وقضاء وقتا ممتعا يتذكرون خلاله العادات القديمة رغم مشقة وصعوبة الوصول إليها بسبب موقعها في قمة جبل الونشريس.وحسب روايات أهالي المنطقة، فإن هذه المغارة التي يعود اكتشافها إلى فترة الأمير عبد القادر زعيم المقاومة الوطنية ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وتشبه إلى حد كبير سكن الإنسان القديم، هي قصة من القصص التي يرويها الأجداد لأحفادهم، حيث كانت مسكنا لأحد الصالحين ومكانا منعزلا عن الجميع يختلي فيه بنفسه ويتعبد فيه حيث يذكر الله ويجتهد في طاعته إلى أن وافته المنية.هذه المغارة الواقعة في الجانب الشرقي من جبل الونشريس، ومدخلها لا يتجاوز ارتفاعه المتر، هي عبارة عن إرث وتحفة معمارية أخذت أنواعا مختلفة من الأشكال والمجسمات الكلسية، في غاية الروعة والجمال.ومن أبرز الأشياء التي تميز هذه المغارة وتجعلها قبلة لعشاق الطبيعة في المنطقة هو الشعور بالهدوء والإحساس بالبرودة كأن بها أجهزة التكيّف مضبوطة على درجات حرارة منخفضة جدا، خاصة في فصل الصيف حيث تزداد درجات الحرارة ارتفاعا.ولفت أحد العارفين بالسياحة الجبلية بالمنطقة، إلى أنه ليس مستحيلا أن تصبح هذه المغارة التي يقدر عمرها بملايين السنين حسب مختصين في علم الجيولوجيا والمهمة تاريخيا، مقصدا سياحيا هاما يعود بالفائدة على أهل المنطقة في حال استثمرت بالشكل الأمثل والصحيح من خلال إنشاء مرافق خدمية بمحيطها تلبي متطلبات الزوار، وبجانب موقعها المتميز بالقرب من حمام سيدي سليمان الجديد والمناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط بها من كل جانب، فإن لزيارتها نكهة خاصة في الجلوس والاستمتاع بأجوائها بالداخل المغايرة تماما للأجواء بالخارج، ويتم الوصول إليها عبر مسلك جبلي ضيق وعر ومنحدر بمسافة 800 متر عن المنتجع السياحي الجديد حمام سيدي سليمان.بعض زوّار المغارة أكدوا في تصريحاتهم لنا على ضرورة تدخل الجهات المعنية من خلال إيفاد مختصين في هذا المجال لدراسة هذه المغارة بشكل عميق من جهة وتحديد مسارات أمنية لها تضمن راحة وسلامة قاصديها من داخل وخارج الولاية من جهة ثانية.