كشفت ثريا تيجاني استاذة علم الاجتماع عن أن قضايا الأحداث مرجعة أسباب هذه الزيادة في أعداد القضايا إلى التطور والانفتاح الكبير ووجود الهواتف المتنقلة في أيدي الأطفال بعيدا عن رقابة الأهل والاستخدام السيئ للتكنولوجيا المتوفرة في هذه الهواتف التي اعتبرت أنها خلقت جيلا فاسدا.لطيفة مروانحمّلت ثريا تيجاني أستاذة علم الاجتماع، المدارس كذلك المسؤولية في مشاكل الأحداث.. مشيرة إلى أن كثيرا من المدارس تتكتم عن المشاكل وترفض التصعيد والتبليغ عنها خوفاً على سمعتها دون مراعاة لمصلحة ومستقبل الأطفال ما يؤدي إلى تفاقم المشاكل. وقالت إن جرائم الأحداث تتنوع ما بين سرقات وقيادة مركبة دون رخصة واعتداءات، لافته إلى أن معظم القضايا تحدث في الأعمار ما بين 13 و15 عاما. تؤكد أن المسؤولية جماعية ويجب أن لا يتنصل أي طرف من مسؤوليته ونشير إلى أنه ارتكاب جريمة ونقوم بضبط الجوال وإرساله للمختبر الجنائي لرصد المحادثات، نكتشف أن هذه الهواتف فيها أشياء تقشعر لها الأبدان، ونحن نتساءل أين رقابة الأسرة، ولماذا لا تقوم بمراقبة هاتف الابن أو البنت لمعرفة تحركاته وسلوكياته، ونؤكد أن الهاتف الآن يكشف عن شخصية الولد أو البنت، وتبدو الصورة واضحة التي تعكس الأسرة سلوكيات الابن وبالتالي يمكن السيطرة على الأمور منذ بدايتها، الهواتف الجوالة الآن خلقت جيلا فاسدا.. أين كانت الأم عندما خرجت بنتها وبمكياج صارخ لا يناسب عمرها؟، وأين كان الأب وابنه خارج البيت إلى ما بعد الواحدة صباحا؟وأضافت أن قضايا التحرشات موجودة لكن من الصعب إثباتها وعلى سبيل المثال إذا اشتكت الأم بأن زوجها يتحرش بابنتها فما هو الدليل، لأن المعتدي يمكن أن ينكر الواقعة، وبالطبع لا يمكن أن نعرض الطفل لفحص الطب الشرعي، وبالتالي من الصعب أثبات الاعتداء والتحرش على الأطفال.. نفضل في الحالات هذه اللجوء العدالة في البداية لتعلم بكافة الملابسات ومن ثم رفع الموضوع، ونشير إلى أن عقوبة هتك العرض تصل ل 15 سنة في القانون القطري لكن بشرط وجود شهود إثبات للواقعة.فالطفل الحدث ليس مجرما بطبيعته لكنه يعبر عن مشكلة اجتماعية، الطفل الذي يرتكب جريمة لا بد أن يكون قد مر بمشكلة اجتماعية، لذلك لا يمكن أن نعاقبه ، سيما وأن العقاب الآن بوسائل إصلاحية وليس عقابية، ونشدد هنا على أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني، وتحديدا دور المؤسسة للحماية والتأهيل الاجتماعي فيما يتعلق بالشق الخاص بحماية الطفل.وكشفت الأستاذة عن أن الأحداث في سن حرج وعمر مراهقة لا بد من أن نستخدم معهم الشق الاجتماعي والقانوني، ولا ينفع أن نطبق القانون لوحده، ونجد منهم الطفل المتمرد، الطيب، العصبي، الهادئ، لهذا لازم نعمل على امتصاص غضبه، والتحلي بالصبر الطويل على الأطفال الذين يأتون من بيئات مختلفة، وأحيانا يكون ثمرة لنزاعات أسرية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com