بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830، عمل الشيخ محي الدين على حشد القبائل المحلية وتجميع القوات لمواجهة الاحتلال. شكلت معركة خنق النطاح اختبارًا حقيقيًا للأمير الشاب عبد القادر، الذي كان يشارك في صفوف جيش والده. وعلى الرغم من صغر سنه، أظهر عبد القادر شجاعة فائقة ومهارات قتالية لفتت انتباه مقاتلي المقاومة.
واجهت القوات الجزائرية الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال "بويي"، الذي كان يسعى لتثبيت السيطرة الفرنسية على المنطقة. استخدم الشيخ محي الدين تكتيكات حربية ذكية مستندة إلى معرفته الدقيقة بالمنطقة، مما أسفر عن هزيمة ساحقة للفرنسيين. تكبد الجيش الفرنسي خسائر كبيرة، وأُجبر على التراجع نحو مدينة وهران، مما أدى إلى تعزيز الروح القتالية لدى الجزائريين.
كانت هذه المعركة نقطة تحول في حياة الأمير عبد القادر، حيث تسلم قيادة المعركة الثانية في خنق النطاح بعد أيام قليلة من إصابة والده بالمرض. أثبت الأمير قدراته كقائد عسكري بارع، حيث تمكن من قيادة المقاومة ضد الفرنسيين بشكل فعّال خلال العقود التالية.
كما ارتبطت هذه الفترة بقصيدة شهيرة كتبها الأمير عبد القادر، تعبيرًا عن حزنه لفقدان حصانه "الأشقر"، الذي أُصيب بجروح قاتلة أثناء المعركة. عبّرت القصيدة عن مزيج من مشاعر الفخر والفقدان التي عاشها الأمير خلال مسيرته النضالية.
معركة خنق النطاح الأولى تمثل بداية ملحمية لمسيرة الأمير عبد القادر، الذي أصبح رمزًا للمقاومة الجزائرية. هذه الانتصارات المبكرة ساعدت في إحياء الروح الوطنية وتعزيز الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، مما جعل الأمير عبد القادر أيقونة للنضال من أجل الحرية والاستقلال.
إضافة تاريخية: تعرض هذه الأحداث أيضًا في العديد من الكتب التاريخية والمتاحف الجزائرية، خاصة المتحف الوطني للمجاهد، الذي يوثق أبرز محطات المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار.
تاريخ الإضافة : 30/12/2024
مضاف من طرف : patrimoinealgerie