يعد المخرج السينمائي، براهيم تساكي واحدا من كتّاب السيناريو المميزين، انفرد بكتابة سيناريوهات كل الأفلام التي أنتجها، وقبل ذلك فهو مخرج سينمائي خريج المعهد العالي لفنون البث "بلوفان لانوف" سنة 1972، أخرج أولى أعماله سنة 1975 وهو فيلم " حطة الفرز". عمل كمخرج في دائرة التوثيق لدى الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينمائية بالجزائر، اهتم بإنتاج أفلام موجهة للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وحاز على العديد من الجوائز في أشهر المهرجانات السينمائية الدولية. "الفجر" التقته على هامش دورة السينمائيين الجزائريين المكونين في بلجيكا، المقامة حاليا في العاصمة وعادت بهذا الحوار.تشارك في دورة السينمائيين الجزائريين المكونين ببلجيكا، ماذا يمكن أن تقول عن هذه التجربة الأولى من نوعها في الجزائر؟
هي مبادرة حسنة وفرصة لاحتكاك الجمهور الجزائري مع مجموعة أعمالي التي لم تعرض أمامهم من قبل، كما أنها مناسبة للتواصل مع الجيل الجديد الذي لم يقترب كثيرا من الصناعة السينمائية سواء تعلق الأمر بالأفلام القصيرة أو الطويلة، وهي قطيعة فرضها التلفزيون بقنواته العديدة التي حالت بين المشاهد ودور السينما. كما أن فتح ورشات للتكوين في مجال كتابة السيناريوهات والتركيب السينمائي على نظام "فاينل كات برو"، يعد خطوة إيجابية لصالح الشباب الجزائري وأتمنى أن تتكرر مثل هذه المبادرات.
الملاحظ أن جل أعمالك تدور حول الأطفال على غرار فيلم "أطفال الريح"، "قصة لقاء" و"أطفال النيون" ما سر هذا التناول؟
ببساطة لأنني أعشق الأطفال ولا يوجد سبب آخر يوجهني في اختيار مواضيع أعمالي، ولا زلت لحد الساعة ورغم سني الذي تجاوز الستين أتوق دوما للعودة إلى مرحلة الطفولة، كما وأشعر في داخلي بأنني لا زلت طفلا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني فهو شعور نابع من الأعماق ولا يمكن التملّص منه بأي حال من الأحوال.
اعترفت أنك تصنع السينما لكنك لا تخوض في السياسة، هل يعتبر ذلك خوفا من ولوج هذا المجال؟
لا ليست مسألة خوف، فأنا لا أخاف شيئا ولكنني طالما اعتقدت أنه ليس بالضرورة أن تكون السياسة دوما في المقام الأول، ولا يجب أن تكون كذلك لأنها قد تُتناول في مواضع أخرى ومن طرف أشخاص آخرين، كما أنه لا توجد سوى السياسة في هذه الحياة، أضف إلى ذلك فإن الصناعة السينمائية تعالج مختلف الميادين الاجتماعية، الثقافية وغيرها من المواضيع فلماذا إذن الاهتمام بالسياسة دون غيرها.
كل أفلامك بما فيها باكورتها "محطة الفرز" الذي افتتح الدورة لم يسبق أن عرضت في الجزائر رغم أنها كانت متاحة دوما أمام القائمين على هذا القطاع، ما السبب حسب رأيك؟
بالطبع كانت الأفلام متوفرة هنا بالجزائر لكن لم تعرض ولو مرة واحدة حتى ولو خطأ أو من باب المجاملة، والحقيقة أجدني أسأل دوما السؤال ذاته لماذا؟ لكن هذا لا يحط من عزيمتي فأنا مهمتي إنتاج الأفلام.. ونقطة إلى السطر. أما قضية العرض والتوزيع فلست المسؤول عنها، كما أن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى القائمين على هذا المحور الخاص بالسينما الجزائرية.
لم يختلف أحد يوما على أن فيلم "معركة الجزائر"، من أحسن الأعمال التي أنتجتها الجزائر، لكنك وصفته بأنه فيلم حرب تجاري ليس إلا ما خلفية ذلك؟
أعتقد أن لكل شخص رأيه الخاص وأنا أعترف بذلك وهو حقيقة حسب رأيي الشخصي ولنا الحق في الدفاع عن قناعاتنا أليس كذلك؟ فمعركة الجزائر بالنسبة لي هو فيلم حرب تجاري ويمكن القول بأنه فيلم حدث، لأن الفيلم في نظري أنتج على الطريقة الأمريكية وهو عمل حمل كل مواصفات السينما الهووليودية ولم يحمل لمسة الصناعة الجزائرية ما عدا القصة والوقائع التاريخية، لذلك ابتعد عن السينما الجزائرية. وأعتقد أن لي الحرية في إبداء رأيي بكل شفافية، غير أن هذا لا يقلل من قيمة العمل فالفيلم من حيث المضمون لا غبار عليه وهو هام بالنسبة للجزائر.
ماذا عن جديد المخرج براهيم تساكي؟
أحضّر لإنجاز ثلاثة أعمال سينمائية الأول تدور أحداثه حول المرأة حيث يتطرق إلى عالم الجنس اللطيف ببعض الخصوصية، وآخر عنوانه "ميلور"، والثالث لا يستحضرني عنوانه اللحظة وهي كلها أفلام لم تجهز بعد لكننا نحضّر لها بروية.
هل تفكر في إنجاز هذه الأفلام في الجزائر أو ربما سيكون ذلك خارج الوطن؟
بصراحة ودون أي مراوغة فهي ستنجز في المكان الذي تتوفر فيه الأموال، حيث لا يهم المكان بقدر ما تعطى أهمية بالغة لنوعية العمل المقدم والإضافة التي يقدمها للحقل السينمائي بصفة عامة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/12/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : الطاوس عميرة
المصدر : www.al-fadjr.com