الجزائر

معرض "بوسعادة بين 1894 و1898" من توقيع المصور الفرنسي جورج غاستي



معرض
تحتضن قاعة العروض بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر العاصمة، معرضا للصور الفوتوغرافية عن مدينة بوسعادة، من توقيع المصور والرسام الفرنسي جورج غاستي.يبرز المصور جورج غاستي عبر العرض الفوتوغرافي، الذي ضم 8 لوحات من الحجم الكبير و20 لوحة من الحجم المتوسط، والتي جاءت كلها باللون الأبيض والأسود، العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية لسكان مدينة بوسعادة الصحراوية، بالإضافة إلى تبيان عادات وتقاليد المنطقة..واحتوت الصور على مشاهد متعددة، كشفت عن بساطة وكرم سكان بوسعادة سنوات 1894 إلى 1898، حيث يلاحظ المتجول في قاعة العرض للمركز الثقافي الفرنسي على صور توحي عن العلاقات الاجتماعية والتجارية بين العائلات الجزائرية القاطنة بالمنطقة، وكذا على العلاقة التي كانت سائدة بين الاهالي الاصليين لمنطقة بوسعادة والمعمر الفرنسي، والتي صورها الفرنسي في مشهد يوحي بالاختلاف والتمازج بين عالمين مختلفين يحاولان التعايش سويا.وقام جورج غاستي المختص في الرسم الشرقي عبر صوره الفوتوغرافية، بالارتكاز على تصوير أدق الحيثيات التي ميزت النساء وهن منهمكات في أشغالهن اليومية، على غرار غسل الملابس التي كانت بالأودية الموجودة في الواحات، حيث صورهم وهم يرتدون ملابس وحلي تقليدية خاصة بالمنطقة، زيادة على إبراز عاداتهم و تقاليدهم من خلال حفلات الزفاف التي كانت تنشط في المنطقة، وهذا بالإضافة الى كيفية تربية الأطفال عبر فوتوغرافيا عكست حرمة البيت الجزائري البدوي.وتضمن المعرض لوحات لصور كشفت عن الطبيعة السائدة بالمنطقة الصحراوية، والتي تمثلت في السلاسل الجبلية للأطلس الصحراوي، وكذا واحات النخيل المتواجدة على اقدام الجبال، والوديان التي تمثل منبع الحياة لسكان المنطقة. كما صور “غاستي” الثروات الطبيعية التي كان يحوز عليها البدويين آنذاك، على غرار الأنعام التي مثلت مصدر رزق وعيش الأهالي.وابتعد المصور في الفوتوغرافيا عن المشهد السياحي، حيث اعتمد على إبراز التعدد الثقافي والاجتماعي المحض، بالإضافة إلى صور دلت على جمالية الهندسة المعمارية للمنازل المبنية بالحجر والطوب، وكذا الطرقات والممرات الضيقة لمدينة بوسعادة.للإشارة، يعتبر الرسام والمصور “جورج غاستي” أحد المختصين في الرسم الشرقي، كونه قطن بمدينة بوسعادة بين سنوات 1894 و1898، بعد الزيارات العديدة التي قام بها إلى الجزائر وكذا بعد النصائح التي قدمها له صديقه الرسام الفرنسي “ايتيان ديني”، وبالأخص مدينة بوسعادة، التي كانت تشكل مصدر الهام للوحاته الزيتية وصوره الفوتوغرافية التي تشكل اليوم أرشيف حي للحياة السائدة بمنطقة بوسعادة الجزائرية في أواخر القرن الثامن عشر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)