معاناة عمرها 15 سنة بأحد أرقى أحياء العاصمة عائلة تعيش في غرفة محوّل الكهرباء بحيدرة

تستمر معاناة عائلة من خمسة أفراد، تعيش داخل ''نقطة لتحويل الكهرباء'' أسفل جسر بلدية حيدرة في أعالي العاصمة، منذ سنوات طويلة، دون أن تلتفت السلطات المحلية لمشكلة العائلة.
 يقتسم أفراد الأسرة الخمسة بضعة أمتار كانت تحوي محوّلا كهربائيا، حوّلها رب العائلة إلى غرفة تأويه وأبنائه، حيث تعيش عائلة السيد ''ش.ن'' منذ 1996 في غرفة لمحوّل كهربائي في قلب الحي الراقي حيدرة بأعالي العاصمة، في منظر إنساني قاس بدأ يتحوّل لمعاناة نفسية للأبناء بعدما بلغوا سن الرشد. وتقع ''الغرفة'' أسفل جسر بلدية حيدرة الشهير، حيث يروي ''ش.ن'' أنه لجأ إليها قبل 15 سنة رفقة زوجته، بسبب غياب مكان آخر يأويه، بعدما أجرى بعض التعديلات الداخلية بفتحه لنافذة صغيرة تطل على شارع ''ليتورال''، بينما أقام ''نصف غرفة'' بواسطة ألواح خشبية في الجزء العلوي. أما السقف، فهو جسر حيدرة، فإن اهتزت أساسات الجسر، اهتز مأوى الأسرة.
كما يشكو رب العائلة من وضعية ''كارثية'' يعيشها بسبب ضيق المكان، والحالة النفسية السيئة التي تبدو عليها وضعية أبنائه بعدما بلغوا سن الرشد. ويقول عبر عدة مراسلات لرئيس البلدية أن ''مساحة نقطة تحويل الكهرباء لا تتعدى 16 مترا مربعا، أعيش فيها مع ثلاثة من أبنائي''. ويلفت إلى أنه ''رغم النداءات المتكررة واستغاثاتي، إلا أنه لا صدى لدى السلطات المعنية''، ويشير إلى أنه لم يشترط يوما نوع السكن، حيث يقول: ''لم أطلب أن يمنحوني سكنا اجتماعيا أو تساهميا أو أية صيغة أخرى، المهم أن تنقذ العائلة''، وأفاد ''كل هذا وأنا أنتظر الرد على طلب للاستفادة من مسكن اجتماعي قدم منذ 19 أكتوبر .''1998 لكن ''من يومها وضعيتي تزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة أن مسكني يقع تحت جسر حيدرة الذي يشكل مصدرا للإزعاج في كل وقت''. وتشكل مأساة العائلة مظهرا فارقا في حي حيدرة الراقي، حيث تنتشر أفخم فيلات العاصمة وإقامات الدبلوماسيين ومئات المسابح المفتوحة على الهواء، أما السيد'' ش.ن'' العامل بمؤسسة سونلغاز، فيقول ''نعيش بشكل سيء دون دورة مياه أو تهوية، وتم إحصاء العائلة عام 98 لكن لا جديد''.