الجزائر

معالم تاريخية مهجورة



تعتبر قرية الكاف التابعة إداريا لبلدية سيدي مجاهد بولاية تلمسان، من بين المناطق السياحية والأثرية النادرة ، لما تتميز به من آثار يعود عهدها للإنسان البدائي ، ومناظر طبيعية خلابة، فهذه المنطقة التي تحمل تسمية باللغة الزناتية أو ما يعرف ب « الشّلحة الأمازيغية»، وتعني « الجبل» .حيث يعود تاريخها لعدة قرون خلت، و هو ما تبرزه المغارات التي هي عبارة عن كهوف نحتها السكان الأوائل والأصليون لمنطقة الكاف على شكل بيوت تقع أسفل الدشرة الحالية وتطل على وادي تافنة على مقربة من بركة تسمى « تالة وغم « أي « بركة الجمل « .كما تتوفر ذات المنطقة على مسجد عتيق تعلم وتخرج منه عشرات الأئمة منهم أئمة من المغرب ،إضافة إلى وجود غرف ترابية داخل الجبل تحتوي على نوازل و صواعد في شكل مميز ، ونفق بطول 100 متر ، أما الشيء الذي يبعث على الأمل ، ويتوفر بشكل كبير في هذه القرية الأثرية السياحية التي هجرها السكان خلال العشرية السوداء ، هو وجود الماء بكثرة ، فأينما تولي وجهك تجد إحدى العيون، خاصة في وادي القرية ، فمن عين الحوض الكبير إلى عين الجمل و«عين تيطاوين» و عيون أخرى، و كلها تنبع من حجارة الجبل ذات طعم حلو جدا وجودة عالية، حيث تلتقي في مصب واحد مُشكّلة بذلك سمفونية طبيعية مذهلة.
و في جهة مقابلة من القرية لا يزال قصر « القايد « الجميل شامخا رغم تدهور العديد من أجزائه ، حيث يوحي هذا الأخير بمرور فترة تاريخية مهمة بهذه المنطقة ، وقد أكدت إحدى الباحثات الفرنسيات التي زارت هذا القصر و اكتشفته ، أن هذا الأخير مصنوع من نفس تراب قلعة منصورة التاريخية بتلمسان، لكن و رغم أن قرية الكاف تمتاز بكل هذه الآثار التاريخية والمناطق الطبيعية السياحية ، إلا أن الإهمال و النسيان طالها من كل الجوانب، سواء من قبل مديرية السياحة أو مديرية الثقافة لولاية تلمسان، رغم المراسلات الكثيرة لجمعية « بصائر الكاف» المهتمة بتراث هذه المنطقة، التي بوسائلها وإمكانياتها المحدودة جدا تحاول قدر المستطاع أن تحافظ على بعض الشواهد.
و حسب نائب رئيس الجمعية عبد القادر عربي فإن قرية « الكاف» تعرف إقبالا كبيرا من لدن الزوار من مختلف أنحاء الوطن، وحتى من خارجه كالمغرب و مصر ، خاصة في مناسبة يناير الماضية بحكم أن القرية أمازيغية الأصل ، أين أقيمت تظاهرة كبيرة جدا داخل القرية حضرها آلاف الطلبة والأشخاص الذين اندهشوا لجمالية المكان وانبهروا كثيرا بأركان وشواهد المنطقة التي يطالب ويلحّ سكانها من السلطات الولائية على الاهتمام بها وضمها ضمن تراث الولاية ، وتوفير الإنارة لها مع تهيئة و توسيع طريقها الضيق المهترئ.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)