الجزائر

مع اقتراب موعد الامتحانات... كيف تساعد ولدك في تخطي الضغط النفسي؟



مع اقتراب موعد الامتحانات... كيف تساعد ولدك في تخطي الضغط النفسي؟
سنوياً يتكرر موعد الامتحانات المدرسية. ومعه تزداد مشاعر الخوف والقلق والتوتر من اجتياز هذا الاختبار النهائي. اختبار يجد فيه الطالب نفسه أمام اختبارات أخرى نفسية ومدرسية واجتماعية، فالأمر بالنسبة اليه لا يرتبط فقط بالتحصيل العلمي بقدر ارتباطه بنظرة أهله وثقته بنفسه وغيرها من المشكلات النفسية التي تُحدد مصيره المستقبلي.

يعيش الطالب فترة قلق وتوتر وضغط نفسي كبير خلال فترة الامتحانات، ويجد الأهل أنفسهم في صراعٍ غير مباشر مع أطفالهم، ويبقى الهاجس الأكبر عند الجميع :"كيف أساعد طفلي على اجتياز هذه الفترة الصعبة؟

أسباب كثيرة مسؤولة عن هذه المشاعر المتناقضة والمتنوعة عند الطالب، فكيف يشرحها علم النفس وما هي النصائح التي يقدمها للأهل لمساعدة أطفالهم في تخطي هذه المرحلة؟ ترى المعالجة النفسية سمر جرجس أن مشاعر القلق والتوتر هي شعور طبيعي يحضّ الطالب على الدراسة والجهد والمثابرة، إنها بمثابة محفز له شرط ان تكون ضمن اطر عادلة وطبيعية. لكن عندما تتخطى هذه المشاعر معدلها الطبيعي، عندئذ ندخل في الأسباب النفسية المسؤولة عن هذه الحالة عند الطفل.

أبرز الأسباب النفسية:

1- الخوف من الحكم: الخوف من حكم الأهل او الأساتذة او الأصدقاء، والخوف من عدم إرضائهم وتصبح نظرتهم سلبية تجاهه.

2- الشعور بالنقص: شعور الطفل بالدونية وبأنه ليس على المستوى المطلوب. تكون ثقته بنفسه غائبة او معدومة وتُدمره وتُدخله في دوامة القلق والشك والفشل.

3- عدم التحضير الكافي: الاستهتار والإهمال يوصلان الطالب الى الشعور بالضغط والقلق عند الإمتحان، وبأنه لا يملك الوقت الكافي للدراسة.

4- تطلعات عالية: يضع بعض الطلاب تطلعات وآمالاً عالية في الإمتحانات التي من شانها ان تؤثر على نفسيته وتجعله أكثر قلقاً وتوتراً خلال هذه الفترة.

5- الشخصية القلقة: هذه الشخصية ناتجة من الرهبة والخوف التي يزرعها الأهل في نفوس أطفالهم منذ الصغر. فالعقاب عند تراجع المدرسة أو رسوبه من الأهل من شأنها ان تؤدي الى شخصية قلقة عند الطالب وتؤثر في سلوكياته.

أسباب كثيرة تجعل الطالب أمام امتحان نفسي صعب قبل أن يُباشر في امتحانه الدراسي، لكن كيف بإمكان الأهل مساعدة أطفالهم على تخطي هذه الضغوطات خلال فترة الامتحانات؟ مجموعة نصائح تقدمها المعالجة النفسية سمر جرجس في هذا الإطار، أهمها:

- دعم الأهل لأطفالهم خلال فترة التحضيرات وأثناء الامتحانات والتمسك بالنظرة الإيجابية له بغضّ النظر عن تحصيله العلمي.

- يربط الأهل بين محبتهم لأطفالهم ونتائجهم المدرسية. لذلك يشعر الطفل أن أداءه المدرسي مرتبط بعلاقته مع والديه، وان لا قيمه له كفرد بل قيمته بالعلامة المدرسية. لذلك يجب على الأهل إظهار محبتهم لأطفالهم بغضّ النظر عن الأمور المدرسية وهمومها.

- على الأهل ان يؤكدوا لطفلهم بأنهم يثقون به ويقدرونه ويمدحونه بكل المواقف المدرسية وغير المدرسية لبناء ثقته بنفسه. عندها يشعر الطفل بأهميته ويؤمن بقدراته النفسية والعلمية. والأهم من ذلك أن يرضى الأهل بالنتائج وعدم طلب المزيد من طفلهم ليفرح بالنتيجة التي حصل عليها.

- تجنب التعليقات السلبية والإبتعاد عن التأنيب والعقاب والكلام الجارح.

- في حال لم يحصل الطفل على النتائج المرجوة/ المطلوبة يجب على الأهل التعاطي معه بأسلوب سلس ومرن والحوار معه، لمعرفة أسباب تقصيره المرتبطة بعوامل ومشكلات يجهلونها.

- نظرة الأساتذة وادارة المدرسة مهمة عند الطفل. لذلك يجب عدم إشعار الطفل بالفشل او تحطيم معنوياته وقدراته.

وفي النهاية على الأهل ان يُشعروا أطفالهم انهم "أهم شيء في حياتهم" وانهم مصدر سعادتهم وراحتهم وأنهم أهم من أي علامة او مرتبة مدرسية. إذ تبدأ مرحلة بناء الثقة عن صغر، وإن عدم الثقة عند الطفل سترافقه بكل مراحل حياته (في الجامعة، في مهنته او عند اي استحقاق). لذلك على الأهل الانتباه الى كيفية التصرف في موقف كهذا لنُجنب الطفل الآذية والتأثير على نفسيته وسلوكه على المدى الطويل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)