مظاهرات ضد الإرهاب في تونس والأمن يطالب بقوانين لدحره

نظَّمت النقابة الأساسية لقوات الأمن الداخلي التونسي في سوسة، وقفة احتجاجية أمام منطقة الأمن الوطني في سوسة، ومسيرة جابت الشارع الرئيسي للمدينة، مندِّدة بالعمليات الإرهابية التي تستهدف قوات الأمن والجيش.ورفع المتظاهرون شعارات تنادي ب "سن غطاء قانوني يحمي رجال الأمن أثناء مباشرتهم عملهم وخارجه"، ومندِّدة بما سمَّته "الصمت المتواصل إزاء الاستهداف المباشر لرجال الأمن" وطالبوا ب"الإسراع بعرض جملة القوانين التي أعلنتها وزارة الداخلية لحماية رجال الأمن على مجلس نواب الشعب".وجاءت المسيرة عقب عملية بولعابة التي راح ضحيتها أربعة قتلى من الحرس الوطني رَدَّد خلالها الأمنيون المحتجون النشيد الوطني ورفعوا شعارات منها "سننتقم لكم يا أبطال الوطن" و"معًا سنقتلع الإرهاب من أرضنا".وقال كاتب عام النقابة الأساسية لقوات الأمن الداخلي في سوسة، فرج عبيد "إنَّ الوقفة الاحتجاجية للأمنيين تأتي للتعبير عن التنديد بالعمليات الإرهابية، وإعلان تضامن الأسلاك الأمنية مع عائلات الشهداء"، مؤكدا أن النقابات الأمنية تلقَّت وعدًا من وزارة الداخلية بتمرير قانون الإرهاب على مجلس نواب الشعب، فضلاً عن قانون يجرِّم كافة أشكال الاعتداء على المقرات الأمنية وعلى الأمنيين وعائلاتهم لأننا نتلقى تهديدات كبيرة في هذا الاتجاه".وقبل ذلك، طافت مسيرة مناهضة للإرهاب شارع الحبيب بورقيبة "أهم شوارع العاصمة التونسية" بمشاركة عشرات السياسيين والناشطين، تحت شعار "جميعًا نتصدى للإرهاب، نحمي تونس ونفديها".من ناحية أخرى، اعتبر مساعد وزير الداخلية التونسي رفيق الشلي أنَّ صدور قانون مكافحة الإرهاب من الأولويات المطروحة أمام مجلس نواب الشعب؛ في ظل التهديدات التي تواجهها تونس. وأكَّد الشلي، في تصريحات أنَّ مجلس النواب سيُصادق على قانون الإرهاب في غضون الأيام القادمة بعد إدخال ما سماها "التنقيحات اللازمة" على القانون.وأشار إلى أنَّ الحل الأمني لمكافحة الإرهاب لا يكفي وحده، و"لابد من معالجة شاملة لتلك الظاهرة"، عبر تضافر جهود الأطراف المتدخّلة.كما نفى وزير العدل التونسي محمد صالح بن عيسى وجود فراغ تشريعي فيما يتعلَّق بمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أنَّ بلاده تعتمد في هذه الظرفية على القانون الصادر سنة 2003، وذلك لحين صدور القانون المُرتقب.وتخوض تونس حربًا، منذ ثلاث سنوات، ضد الجماعات المتطرِّفة أسفرت عن مئات الضحايا بين الطرفين، وترتكز المواجهات في سلسلة جبال "الشعانبي" قرب الحدود مع الجزائر.