الجزائر

مطالب بتحقيق دولي في جريمة مستشفى "كمال عدوان"



❊ وكالة "أونروا": مدارس ومنشآت الأمم المتحدة في غزة أصبحت هدفا لجيش الاحتلالوصف الفريق الأممي الذي زار أول أمس، قسم الطوارئ بمجمع الشفاء الطبي الواقع إلى شمال قطاع غزة بأنه "حمام دماء" لمئات الجرحى الذين يتوافدون كل دقيقة وتتم خياطة جروحهم على الأرض وسط انعدام أدنى مستلزمات تخفيف الآلام في مشاهد قاسية ومؤلمة أنهكت المصابين والأطباء على السواء.
قالت منظمة الصحة العالمية إن الفريق الأممي، الذي ضم إلى جانبها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وإدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن ودائرة الأمم المتحدة المتعلقة بالألغام، كان في مهمة لتوصيل إمدادات طبية وتقييم الوضع هناك.
ووقف على حالة الاكتظاظ داخل قسم الطوارئ لدرجة جعلته يؤكد أن "المرء يجب أن يتوخى الحذر أثناء الحركة كي لا يطأ المرضى على الأرض"، وأشارت المنظمة إلى أن مستشفى "الشفاء" يعمل في الوقت الحالي بالحد الأدنى، فيما تشتد الحاجة بشكل عاجل لاستئناف عمله الأساسي ليواصل خدمة آلاف المحتاجين للرعاية الطبية المنقذة للحياة.
وتزامنت زيارة الفريق الأممي مع الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حق جرحى ونازحين كانوا محتمين بخيام في ساحة مستشفى كما عدوان جرفتهم بالجرافات، بما أدى لدفنهم أحياء في جريمة أكد مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش أنها مركبة ومعتمدة وطالب بفتح تحقيق دولي فيها.
ونفس المطلب رفعه المرصد الأورو متوسطي الذي أكد في بيان تلقي شهادات وشكاوى من طواقم طبية وإعلامية تؤكد أن جرافات الاحتلال دفنت فلسطينيين أحياء في ساحة المستشفى قبل انسحابها منها صباح يوم السبت.
وأكد المرصد أن فرقه تواصل توثيق ما جرى في مستشفى كمال عدوان بما في ذلك المعلومات عن قتل أحياء ومصابين بدفنهم في ساحته، مشدّدا على ضرورة فتح تحقيق دولي في مجمل ما شهده المشفى من انتهاكات فظيعة، استهدفت المرضى والنازحين والطواقم الطبية على مدار الأيام الماضية، ضمن عملية استهداف شاملة للمستشفيات والخدمات الصحية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي نفس سياق، أكدت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة "أونروا"، جولييت توما، أن مدارس ومنشآت الأمم المتحدة في غزة أصبحت في كثيرا من الأحيان هدفا لنيران الآلة العسكرية الصهيونية، مشيرة إلى تضرر اكثر من 150 منشأة تابعة للأونروا والتي ينبغي أن تحظى بالحماية بموجب القانون الدولي، وقالت المسؤولة الأممية في تصريحات صحافية أمس، إن "كل حرب لها قوانين مع ذلك في كثير من الاحيان في هذه الحرب لم يتم اتباع هذه القواعد".
وواصلت أمس، مدفعية الاحتلال لليوم 72 من عدوانه الجائر قصفها القطاع، حيث أطلقت قذائفها ونيران أسلحتها صوب مواطنين خلال محاولتهم الوصول إلى بيوتهم داخل أحياء تل الهوا والصبرة والزيتون والشجاعية والدرج بمدينة غزة بما أدى لارتقاء 117 شهيد.
كما استشهد 36 فلسطينيا وأصيب آخرون إثر قصف شنته قوات الاحتلال على جباليا شمال القطاع ومخيم دير البلح في وسطه، بينما أطلقت مدفعية الاحتلال قذيفة لم تنفجر على ساحة مستشفى "ناصر" بمدينة خان يونس بما أسفر عن إصابة شابين على الأقل، وقصفت زوارقه عدة مناطق شمال مدينة خان يونس وساحلها الغربي.
ولا يقتصر العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث تعيش مدن وبلدات الضفة الغربية على وقع تصعيد خطير جراء استمرار اقتحامات قوات الاحتلال واعتداءاتها ضد المواطنين الفلسطينيين ينذر بانزلاق المنطقة نحو انفجار وشيك وخيم العواقب.
فقد استشهد ستة فلسطينيين وأصيب آخرون فجر، أمس، بعد ليلة من الاقتحامات العسكرية الصهيونية لمدن وبلدات في الضفة الغربية خاصة في مخيم "نور شمس" بطولكرم، حيث أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ونادي الأسير الفلسطيني ارتفاع عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 4540 بعد اعتقال 20 فلسطينيا ليلة السبت إلى الأحد.
وسط تنامي الضغط الغربي على الكيان الصهيوني لإنهاء عدوانه.. دعوة بريطانية ألمانية مشتركة لوقف إطلاق نار دائم في غزة
بدأت دائرة الاقتناع الغربي الرسمي تتسع من دولة إلى أخرى بضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة الذي يواصل الاحتلال الصهيوني، للشهر الثالث على التوالي، محرقته بارتكاب مزيد من المجازر والفظائع في حق سكانه.
ففي تطوّر ملحوظ في الموقفين البريطاني والألماني، اعتبر أمس، وزيرا خارجية البلدين، ديفيد كامرون وأنالينا بيربوك على التوالي، أن هناك "حاجة ماسة" ل "وقف إطلاق نار دائم" في قطاع غزة، لكنهما عبرا بالمقابل عن رفضهما لفكرة "وقف إطلاق شامل وسريع".
ووسط تنامي المطالب، كتب الوزيران في مساهمة مشتركة في صحيفة "سانداي تايمز" البريطانية، أنه "يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار، مما يؤدي إلى سلام دائم".
ومع ذلك، فقد أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، ونظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، في مقالهما أنهما لا يعتقدان أن "الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار، على أمل أن يصبح دائما بطريقة أو بأخرى، هي الطريقة التي يجب اتباعها". ومبررهما في عدم الدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري هو "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وبدا هذا الموقف وكأنه محاولة لإمساك العصا من الوسط لامتصاص غضب إسرائيل التي تتوسع دائرة الانتقادات الغربية بشأن أسلوبها الهمجي في استهداف المدنيين العزل في قطاع غزة، ومن جهة لإرضاء رأي عام غربي أدان بشدة المجزرة الصهيونية وضغط بمسيرات عارمة وحاشدة خاصة في المملكة المتحدة من أجل الدفع نحو تبني مواقف رسمية تساهم في وقف العدوان.
ثم عندما يصر الوزيران على ضرورة أن تضع حركة المقاومة الاسلامية "حماس" سلاحها، فهذا يكشف أيضا عن المأزق الذي يتخبط فيه جيش الاحتلال الذي قامر بقواته باجتياح القطاع برا وهو اليوم يتكبد خسائر فادحة وغير مسبوقة في الأرواح والعتاد.
وبالتالي فإن انضمام بريطانيا وألمانيا إلى صف المنادين بوقف إطلاق النار حتى وإن لم يكن سريعا، يندرج في إطار تزايد الضغط الدولي على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها الدموي على غزة الذي فضح روايتها الزائفة وقلص بطريقة غير مسبوقة من دائرة التأييد والتضامن الدولي معها.
وكانت الحكومة البريطانية عبرت، أمس، عن موقف أكثر انتقادا تجاه الكيان الصهيوني، من خلال دعوة نائب رئيس الوزراء، أوليفر دودن، إسرائيل إلى "ضبط النفس"، حيث أقر المسؤول البريطاني بأن "إسرائيل تواجه وضعا صعبا للغاية.."، مضيفا أن "ما نقوله، كحكومة بريطانية، هو أنه يجب على إسرائيل ممارسة ضبط النفس".
وفي الأيام الأخيرة، زادت الإدارة الأمريكية من ضغوطها على سلطات الاحتلال لحملها على الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من هجومها من أجل حماية المدنيين بشكل أفضل. وإلى جانب بريطانيا وألمانيا اللتين كانتا تدعمان فقط هدنا إنسانية مؤقتة، حلت أمس، رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، كاثرين كولونا، بإسرائيل لدعوة مسؤوليها إلى هدنة سريعة ودائمة.
مظاهرات في عدة دول تنديدا بالعدوان الصهيوني.. الشارع الغربي ينتفض مجددا دعما لغزة
خرج العديد من المتظاهرين في مختلف دول العالم خاصة في أوروبا والولايات المتحدة في مسيرات عارمة منددة بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، ومطالبة بوقف مجازره غير المسبوقة بحق الفلسطينيين.
فمن بروكسل وستوكهولم إلى باريس مرورا ببرلين وميونيخ وصولا الى الولايات المتحدة في نيويورك وشيكاغو وغيرها من المدن الغربية، صدحت حناجر آلاف المتظاهرين الرافعين للإعلام الفلسطينية بنفس المطلب وهو إنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي ينزف دما منذ 72 يوما.
وشهدت العاصمة البلجيكية بروكسل مظاهرات حاشدة امس نجدد خلالها المشاركون باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة ومجازره بحق المدنيين الفلسطينيين. وحملوا العلم الفلسطيني مرددين هتافات مناصرة لفلسطين ومطالبة باستقلالها وجلاء الاحتلال الصهيوني عنها.
وشارك الآلاف في مسيرة منددة بعدوان الاحتلال على قطاع غزة بعاصمة السويد ستوكهولم تلبية لدعوات العديد من منظمات المجتمع المدني رغم الأجواء الباردة والممطرة مطالبين بوصف تلك الهجمات ب "جرائم حرب". ورفع المتظاهرون لافتات تنادي بمقاطعة الاحتلال الصهيوني و"الحرية لفلسطين" و"وقف الإبادة الجماعية" مرددين هتافات تنتقد دعم الولايات المتحدة للكيان المحتل.
ونفس المشهد عاشته العاصمة الفرنسية باريس، بخروج العديد من المتظاهرين رافعين العلم الفلسطيني ومرتدين الكوفية وهم ينددون باستمرار المجازر التي ترتكبها آلة الحرب الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. كما شهدت العاصمة الألمانية برلين ومدينة ميونخ مظاهرات احتجاجية شارك فيها الآلاف للمطالبة بوقف العدوان الصهيوني على القطاع.
أما في نيويورك وشيكاغو، فقد جابت مسيرة جماهيرية شوارع مدينة شيكاغو رفضا للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والإبادة في قطاع غزة. بينما خرج الآلاف من النشطاء ومناصري القضية الفلسطينية في مسيرة ضخمة بحي منهاتن الشهير في مدينة نيويورك للمطالبة بوقف العدوان المستمر على القطاع بشكل فوري وتكريم ما يقارب من 20 ألف فلسطيني استشهدوا منذ السابع من أكتوبر الماضي. كما خرجت مسيرات أخرى في هيوستن بولاية تكساس وأخرى في مدينة سياتل بولاية واشنطن، رفعت خلالها طائرات ورقية بيضاء تكريما للكاتب والأكاديمي الفلسطيني رفعت العرعير الذي استشهد بغارة جوية صهيونية على مدينة غزة الأسبوع الماضي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)