مطاعم الشواء العائلية بالدرارية ممتلئة عن آخرها في ليالي رمضان

تعج بلدية الدرارية في العاصمة بالحركة ليلا على غرار شهر رمضان الذي يشهد إقبالا واسعا للزبائن، والذين اتخذوها وجهة تقاسم وجبة شواء في جو عائلي، وكذا التمتع بالمثلجات من محلاتها الفاخرة، ناهيك عن المراكز التجارية التي تتربع على الطريق الرئيسي، والتي اتخذها الزبائن لقضاء فترة "شوبينغ" مسلية.أصبح التنافس بين مطاعم الشواء العائلية بالدرارية شرسا، لتلميع واجهاتها التي تلعب دورا كبيرا لاستقطاب الزبائن، كما تتنافس على عرض قائمة وجبات في منتهى الذوق الرفيع وحسن الاستقبال. ليس هذا فحسب، فكل مطعم يحرص على تخصيص فضاء لركن سيارات الوافدين إليه، ليتم استدراج الناس بطرق مختلفة من قبل موظفين من عتبة المطعم، ويشير إليك النادل وأنت تمر على أحد المطاعم بالخدمات التي ستجعلك تمضي وقتا ممتعا. اقترن اسم الدرارية بمطاعم الشواء العائلية المعروفة في زمن مضى ب"دراع الريح"، أي قبل الاحتلال الفرنسي، ونظرا لكون الفرنسيين لا يحسنون نطق اسمها جيدا حوّروها بكلمة الدرارية وفقا للتنغيم الكلامي للغتهم.. وهكذا بقي الجزائريون يتداولون هذا الاسم الذي تركه الفرنسيون وأصبح رسميا بعدها. كما أن أصل اسمها هو سر استقطابها للزوار اليوم، فالجو بها ليلا منعش والرياح بها دائمة حتى في أشد الأوقات حرارة بالجزائر الوسطى مثلا، فمحلات بيع المثلجات خصصت أغلب الطاولات في الهواء الطلق، والأمر سيان بالنسبة للمقاهي، لتكون محجوزة عن آخرها في ليالي رمضان، ولتحظى العائلات العاصمية بسهرات فريدة من نوعها، بعد أن كان التركيز منصبا على مدينتي سطاوالي وسيدي فرج. الأمن ونظافة المحيط ينعشان النشاط السياحي عرف عن بلدية الدرارية الأمن والاستقرار حتى في سنوات التسعينيات، حين كانت أغلب المناطق الجزائرية تعيش توترا وأزمة أمنية خانقة، لتشهد بفضل الأحياء السكنية الجديدة، وخاصة أحياء "عدل" تزايدا ملحوظا في الكثافة السكانية، لتفك عنها العزلة من هذا الجانب، وهي من أهم العوامل التي خلقت منشآت ومشاريع تخص المواطن مباشرة، ليجد أصحاب المال الثغرة مناسبة لتشييد مراكز تجارية بالطوابق، ناهيك عن المطاعم العائلية. كما أن الزائر للدرارية ولو للمرة الأولى سيلحظ عدم وجود مشكل ركن السيارة لأرصفتها الشاسعة. كما أن الطريق الرئيسي يعج بالمارة نساء وأطفالا، ليجد كل من هو غير مقيم بها الأنس والحيوية إلى ساعات متأخرة من الليل. ولنظافة المحيط دور في الشعور بالراحة وإعطاء صورة إيجابية للناحية، خاصة أنها تستقطب الكثير من الأجانب مثل السفراء وعائلاتهم، وغيرهم من الإطارات والمسؤولين الذين يختارون أماكن نزهاتهم العائلية بعناية، وهو الأمر الذي جعل غلاء الأسعار تجد مكانها، فيكفي لصاحب المطعم أو غيره من التجار أن يقول لك "راك في الدرارية" ليبرر أسعاره الباهظة.أما مطاعم الشواء العائلية فهي ممتلئة عن آخرها منذ بداية شهر رمضان، فالبعض يحجز مكانه سلفا حتى يضمن سهرة شواء رفقة اصدقائه أو أفراد عائلته. والجدير بالذكر أن المراكز التجارية تقع على مرمى حجر من هذه المطاعم، ليكون "فأل خير" على العائلات التي تستغل فرصة اقتراب عيد الفطر لشراء الملابس ومختلف الأغراض.