الجزائر

مضربو بريد الجزائر : ممثل النقابة استفاد من 168 مليونا هو وزوجته بطريقة مشبوهة



مضربو بريد الجزائر : ممثل النقابة استفاد من 168 مليونا هو وزوجته بطريقة مشبوهة
المدير العام يودع شكوى ضد المضربين لدى مجلس قضاء العاصمة
مدراء المؤسسة يستفيدون من منح كل ثلاثة أشهر تتجاوز 150 مليون سنتيم
ياسمين مرزوق
أودع المدير العام لبريد الجزائر، محند العيد محلول، شكوى لدى مجلس قضاء الجزائر ضد عمال القطاع المضربين. فيما أخذ إضراب عمال بريد الجزائر، الاربعاء، منعرجا خطيرا اتسم بكشف العمال المضربين لبعض الأسرار المهنية لبعض المسؤولين وعلى رأسهم ممثل النقابة وبعض أقاربه والمتعلقة بكشوفاتهم الخاصة، وحركة الأموال فيها حيث وزع المضربون أمام البريد المركزي كشف حسابات ممثل نقابة الجزائر، مراد بن جدي، حيث كشفت وثيقة تحوز "البلاد" على نسخة منها، أن هذا الأخير سحب أزيد من 115 مليون سنتيم من بريد الجزائر على شكل قروض في ظرف لا يتجاوز سنة. وتكشف الوثيقة نفسها أن زوجة مراد بن جدي بدورها سحبت 53 مليون سنتيم في ظرف لا يتجاوز العام الواحد.
وحرص المحتجون على إعلام جميع زملائهم من الولايات الذين قدموا من أجل المشاركة في الاعتصامات المفتوحة بالجزائر الوسطى، بالتجاوزات الخطيرة التي تعرفها مؤسستهم. كما تحدث بدورهم العاملون بمركز الصكوك البريدية بساحة الشهداء عن المنح التي تمنح كل ثلاثة أشهر للمدراء والتي تتجاوز 150 مليون سنتيم، ووعدوا بطبع حسابات كل مدير وتوزيعها على المواطنين ليتعرفوا عن قرب على تجاوزات المؤسسة التي تدعي أنها تعيش وضعية صعبة.
كما تساءل المحتجون عن الأسباب التي دفعت بمديرهم العام إلى الكذب والتصريح أن المؤسسة تعيش وضعا صعبا من جهة ويضخ 3 ملايين سنتيم ل 25 ألف عامل ببريد الجزائر، أمس الاربعاء من جهة أخرى، مؤكدين له عدم عودتهم إلى مناصبهم قبل تنحيه والحصول على كامل مطالبهم. ووفقا للمحتجين، فإنهم رفضوا سحب المنحة التي ضخّتها المديرية العامة أمس، مؤكدين أنهم ليسوا متسولين لدى محند العيد محلول، بل عمال لديهم مطالب لم تتحقق منذ 2003.
وعرف البريد المركزي، أمس، اكتظاظا غير مسبوق، أدى إلى شل حركة المرور، بسبب قدوم كل العمال من العاصمة إلى المنطقة، ورددوا شعارات تطالب بإقالة محمد تشولاق، الأمين العام لفيدرالية عمال البريد والمواصلات، الذي حسب المحتجين لم يعد يمثل العمال، بل يتصرف كالوزير من كثرة الأموال الطائلة التي يربحها من ورائهم، بالإضافة إلى المكاسب التي لا تعد ولا تحصى. كما رددوا شعارات أخرى على غرار "الله أكبر لاديجي حابسة"، في إشارة إلى نجاح إضرابهم الذي أوقف حتى المديرية العامة عن العمل.
من جهتها، دعت مؤسسة بريد الجزائر، العمال المضربين للعودة إلى مناصبهم أمس ومباشرة عملهم لضمان سيرورة العمل والحفاظ على سمعة البريد. وأشارت المؤسسة إلى أنه تم تخليص منحة الأرباح المقدرة ب 30 ألف دج أمس الأربعاء لكافة العمال". وأكدت أيضا أنه "سيتم التكفل التام بجميع المطالب المهنية المثارة والمتعلقة بالترقية والترسيم والتكوين والتعيين والارتفاع في تصنيف بعض المناصب بما فيهم قابضو البريد خلال برنامج عمل 2013".
هذا وقرر عمال البريد الإبقاء على حركتهم الاحتجاجية إلى غاية الاستجابة التامة لمطالبهم من خلال التجمع أمام البريد المركزي بالعاصمة، بالرغم من ضمانات الوصاية بشأن التكفل بمطالبهم. وندد المضربون خلال التجمع الذي يمثل أزيد من ثلاثين ولاية، بالقرارات التي اتخذتها الوزارة، لا سيما فيما يتعلق بمنح منحة 30.000 دج.
يشار إلى أن هذا الوضع تسبب في حالة من عدم الرضى لدى العديد من زبائن بريد الجزائر الذين رفضوا دفع ثمن هذا الإضراب ومنعهم سحب أموالهم، واعتبر المضربون أن نسبة المضربين منذ ثمانية أيام بلغت 95 بالمئة، غير أن الوزارة التي امتنعت عن تقديم رقم، أكدت أن إضراب عمال البريد غير قانوني.

طالبوا بسحب رواتبهم المتأخرة بسبب الإضراب
الشرطة تفرق محتجين أمام البريد المركزي بعين الدفلى
تجمهر المئات من المواطنين أمام مكاتب البريد بعيد الدفلى للمطالبة بفتح مكاتب البريد وتقديم الخدمات لهم، معربين عن غضبهم وسخطهم من إضراب عمال البريد وتعطيل مصالحهم بلا مبرر مثلما هو الحال بالبريد المركزي الذي عاش فترات ساخنة كادت الأمور تأخذ منعرجا خطيرا لولا يقظة مصالح الأمن التي سارعت إلى تطويق المقر البريدي وتفريق المتظاهرين بطريقة سلمية.
وفي السياق ذاته قال بعض الزبائن الذين قدموا لسحب مرتباتهم الشهرية، إن ما يحدث يعد عدم احترام للمواطن وانفلاتا من عمال البريد، مشيرا إلى أنه قد تعطلت مصالحه لمدة أربعة أيام نتيجة تردده على مكتب البريد الرئيسي لصرف حوالة بقيمة 100000 ألف دينار دون جدوى رغم حاجته لصرفها لشراء دواء لوالدته المريضة.
وقال موظف في قطاع التعليم إن ما يحدث حاليا هو عدم مبالاة العاملين بالبريد بمصالح المواطنين، مشيرا إلى أنه يريد صرف مبلغ من دفتر التوفير الخاص بحسابه لإرسال حوالة لابنته الجامعية في قسنطينة والوفاء بالالتزامات المالية المختلفة، ولكنه عجز عن ذلك بسبب إضراب عمال البريد. كما أشار آخر إلى عدم استطاعته علاج ابنه الأسبوع الماضي في مستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة بسبب إضراب العاملين بالقطاع البريدي. خ.رياض


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)