الجزائر - Mecheria

مصير آخر فارس عربيّ



يُطاردُ وجها ،يقتفي ، يرشف الدما
يُراقبُ حُلمًا في يديهِ مهدّما

يُراجعُ أشتاتَ الزمان فلا يرى
سوى خافق ٍأرْضَ الصبابات أضرَمَا

ويلبسُ ما يَهواهُ جوّ رياحِهِ
ويحضنُ بدْرًا مستفيقا و أنجُما

هواهُ على دَرْبِ الملذات سائرٌ
يعانقُ ذنْبًا أو يرومُ جهنّما

ويسفِكُ في ليلِ المحبّة أدمعًا
ويأخذ مِنْ كلِّ الجراحاتِ مغنمَا

ويرقدُ في ليل المودّة مؤمنا
وينهض في صبح المعاناةِ مجرِما

تجمّع كالبلوى ،تشتّت كالنوى
تخضّب كالإحساس زاد توهّما

أراه كما الأمطار وسْط سحابة
تسير فتسقي ذابلات و معدَما

تناسل في أعماقه كلُّ موجع ٍ
فحطّم شمْلا كان قبلا محطّما

وآلمَ جرحًا جارِحًا فتحوّلت
يداه جراحًا فاستزادَ تألُّما

يُقاتلُ جيشَ الشوق في كل مرّة
ليغلبَ عشقا بربريّا ملثَّما

هُوَ الفارسُ المنسيّ في كلِّ مهجة
تعوّدَ تجميعَ الجيوش ليهجما

هو الألمُ المكبوتُ تحت عيوننا
يكلّمُ دهرا لا يريدُ التكلّما

هو اليعربيّ الحق يحمِلُ راية
يموتُ عزيزا أو يعيشُ مكرّما

أحاطتْ بنا الآلام مِنْ كلِّ وجهة
وعلَّمنَا خوفُ الأعادي التكتُّما

وصِرْنَا عبيد الصمت شُلَّت شفاهُنا
مواجعُنا عميٌ تُناشدُ أبكما

ضعفنا فنالَ الموتُ منّا و قادنا
ضِعَافٌ أبادوا المجدَ فينا إذا احتمى

هوانَا صريعٌ و الغرامُ مقيّدٌ
وإحساسُنَا ما عادَ فينا متيّما

فهذا حنينٌ في العراق ممزّقٌ
وهذا أنينٌ لو تصاعدَ أ ُعدما

ليالي الهوى ذابَتْ فليستْ صبابة
تضيءُ مِنَ الأقمارِما صارَمظلما

وليس نسيمُ الحبِّ يوما يزورُنا
وليستْ قلوب الناس تجمعُ ما ارتمى

وما عَادَ في الآفاق نورٌ لمَنْ هوى
بلادا هواهَا صارَ يوما مهدّما

لقد كان للفرسان قلبٌ مخضّبٌ
يموتُ ليحيا فارسًا و منعّما



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)