الجزائر

مصطفى غريب اللاعب السابق لوفاق سطيف قهر الفراعنة وأنهى مسيرته دون إنذار


أعطيت كل شيء للوفاق واليوم أعاني البطالة دون التفاتة أحد واجهنا ياوندي صائمين وتحت درجة حرارة تجاوزت 45 قضى مصطفى غريب المولود بسطيف، صاحب الهدف الرائع ضد فريق الأهلي المصري في ذهاب نصف نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة لعام 1988،  أكثـر من ثلاثين سنة بميادين كرة القدم، لعب جل مواسمها لفريق مسقط رأسه وفاق سطيف.  تنقل غريب بين مجموعة من الفرق الكبيرة، على غرار شباب بلوزداد، شبيبة بجاية، اتحاد عنابة، اتحاد الشاوية ووداد بوفاريك، قبل أن ينهي مشواره الطويل بفريق الملعب السطايفي سنة 2003 وعمره 38 سنة، ليتفرغ بعدها للتدريب بعد أن تحصل على شهادة من الدرجة الثانية. دخل مصطفى غريب مدرسة الوفاق وعمره سبع سنوات، وتدرج في كل أصنافها، وكان موازاة مع ذلك يستدعى في كل مرة للمنتخبات الوطنية للفئات الصغرى، إلى أن انتهى به المطاف بالمنتخب الوطني للآمال ثم المنتخب الوطني العسكري. وكان غريب يأمل في المشاركة مع المنتخب الوطني الأول، لكن ''نقص المتابعة من قبل التقنيين وكذا تواجد لاعبين متألقين خلال ذلك الوقت في صورة حاج عدلان وتلمساني، وقفا حاجزا أمام تحقيقي لحلم اللعب للمنتخب الأول''. وكان اللاعب على وشك أن يكون ضمن التعداد الوطني الذي نال كأس إفريقيا للأمم، إذ كان مرشحا للاستدعاء في آخر لحظة بعد قرار صديقه زرقان مغادرة المنتخب، غير أن كرمالي صرف عنه النظر في آخر المطاف، رغم أن غريب كان في أوج عطائه وتمكن من أن يكون هداف الوفاق والمنافسة الإفريقية في الموسم الذي توّج فيه الفريق بكأس إفريقيا سنة 88،  حيث أمضى خمسة أهداف. كما كان له شرف تسجيل الهدف الوحيد في نهائي كأس الجمهورية سنة 1990 ضد مولودية باتنة. دخلنا سيراليون برا والتماسيح كانت تهدّد حياتنا  أمضى اللاعب أحسن الأوقات مع فريقه الوفاق، خاصة في المنافسة الإفريقية التي كانت مليئة بالمغامرات والأخطار، على حد قوله. يذكر منها غريب الرحلة الشاقة نحو سيراليون حيث يقول: ''اضطررنا للدخول إلى التراب السيراليوني عن طريق البر، انطلاقا من بلد مجاور بسبب عدم وجود مطار، وقطعنا أحد الأنهار بباخرة هشة، وكنا خائفين من ظهور التماسيح ومهاجمتها للباخرة الهشة''. وبعد قطع مسافة طويلة بواسطة حافلة قديمة عبر مسلك ترابي، قال غريب إنه وصل رفقة زملائه إلى المدينة ولم يبق يظهر من ملامحهم سوى الأسنان والعيون ''نظرا للأوساخ التي كانت عالقة بأجسادنا وثيابنا، مما جعل الموقف جد مضحك وطريف'' على حد قوله. كما تذكر غريب مباراة العودة ضد فريق كانون ياوندي في إطار المنافسة الإفريقية، والتي جرت في شهر رمضان وتحت درجة حرارة فاقت 45 مئوية. ومع ذلك، فقد رفض جل اللاعبين الإفطار، وهو ربما ما كان سببا في الإقصاء في اعتقاده.  أحمد شوبير لازال يذكر الهدف الرائع الذي سجلته عليه  قال غريب إن الحارس التاريخي لفريق الأهلي والمنتخب المصري، أحمد شوبير، لازال يذكر في كل مرة وخلال حصصه المتلفزة الهدف الجميل جدا الذي تلقاه بسطيف، وكان بطله مصطفى غريب الذي دخل بديلا للمهاجم رحماني، الذي أمضى بدوره الهدف الأول قبل أن يخرج مصابا. وتمكن غريب من تحويل كرة تلقاها من المدافع الأيسر عجاس بواسطة مقصية رائعة إلى داخل شباك الحارس شوبير.  مسيرة طويلة من دون إنذارات.. ولو شفوية ينتظر مصطفى غريب من القائمين على الكرة ببلادنا أن يدوّنوا اسمه ضمن اللاعبين الذين لم يتحصلوا خلال كامل مسيرتهم الرياضية على أي بطاقة مهما كان نوعها، ويدعو المسؤولين على الهيئات الرياضية ببلادنا أن يراجعوا أرشيف اللاعب والأوراق الرسمية للمباريات حتى يتأكدوا من ذلك، ولِمَ لا تكريمه في المستقبل كما تم مع اللاعب الكبير عبد الحميد صالحي. كما ينتظر اللاعب، الذي يعيش ظروفا اجتماعية صعبة وهو الذي رزق بولد معاق حركيا إعاقة كاملة وأصبح لا يملك القدرة على متابعة علاجه ولا يتوفر على منصب شغل قار، من وزير الشباب والرياضة تنفيذ وعده له بإيجاد منصب شغل له بالمشروع الجديد للقرية الرياضية بسطيف، حيث كان الوزير قد قطع عهدا لغريب بمناسبة حصول الوفاق على آخر كأس للجمهورية بإيجاد حل لمشكلته، شريطة أن يتحصل على شهادة للتدريب وهو ما فعله غريب. كما ينتظر الجناح الطائر للوفاق خلال مرحلة الثمانينيات، التفاتة من رئيس الوفاق سرار ويدعم به الطاقم الفني للفريق، خاصة أن غريب ضحى كثيرا من أجل الوفاق ولم يتحصل على الكثير من المزايا التي تحصل عليها زملاؤه، آخرها كان حصول كل اللاعبين على قطع أرضية معدة للبناء منحها الوالي سنة 89 بمناسبة تتويج الفريق بكأسي إفريقيا والأفروآسيوية، ليبقى غريب قابعا رفقة عائلته بشقة في إحدى عمارات حي 400 مسكن بسطيف.  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)