عزت مصر قرار تخفيض مستوى تمثيلها في القمة العربية الحادية والعشرين التي تبدأ أعمالها الاثنين بالعاصمة القطرية الدوحة، لما أسمته خلافات في وجهات النظر بعدد من القضايا وخاصة مسألة المصالحة العربية. وقال وزير الشؤون البرلمانية والقانونية مفيد شهاب رئيس وفد بلاده إلى القمة إن مصر غير معنية بالمصالحة الشكلية. وأضاف -في تصريحات للصحفيين بالدوحة- أن بلاده تبحث في كيفية تحقيق مصارحة وليست "مصافحة" من خلال حوار جاد بين الدول العربية يستند إلى المكاشفة والمحاسبة على المواقف والسلوكيات التي أدت لتعميق هذه الهوة. وفي هذا الصدد أنحى شهاب باللائمة على من سماها "القوى التي تعرقل جهود المصالحة العربية وتسعى إلى مجرد اللقاءات الشكلية المظهرية " واصفا ذلك بأنه قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية ما لم تناقش القضايا بموضوعية وبنوايا مخلصة، واعتبر أن ذلك قد يتطلب وقتا لتحقيق الوفاق وإزالة الخلافات. واعتبر المسؤول المصري أن القاهرة تعاطت إيجابيا مع جهود المصالحة منذ قمة الكويت، ولم تمانع في الالتقاء بأحد وتجاوزت كثيرا من الخلافات التي تعمق شق الصف العربي، وأن الرئيس حسني مبارك عقد لقاءات مع الجميع بقلب مفتوح. وقال رئيس وفد مصر "لكن للأسف رأينا بعض القوى تعرقل هذه الجهود ولا تريد لهذه المصالحة أن تكون حقيقية" وأن تستند إلى الثوابت التي تحكم العلاقات العربية العربية. ودعا شهاب إلى وقفة جادة من الزعماء العرب للوقوف على جوهر الخلافات والسعي لإذابتها، معربا عن قناعة بلاده بأن جهود المصالحة العربية سوف تتواصل اثناء القمة وبعدها انطلاقا من مسؤولية مصر الخاصة بإنجاح العمل العربي المشترك. وفي المقابل اعتبر الوزير أن تخفيض مستوى تمثيل القاهرة بالقمة لا يعني أنها غير حريصة على إنجاحها، مؤكدا أن بلاده سوف تلتزم بكل ما سيصدر عن القمة من قرارات وتوصيات باعتبارها عنصرا فاعلا في صياغة هذه القرارات. واتهم شهاب بعض القوى "غير العربية " بالتدخل في القضايا العربية، مشيرا إلى أن مصر ترفض أن تحل القضايا العربية خارج الإطار العربي. وقال أيضا إن هذه القوى غير العربية تسعى إلى إثارة القلاقل في العالم العربي، وهو ما ترفضه مصر من منطلق حرصها على مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول.وكان عدد من القادة العرب وصلوا في وقت سابق الدوحة للمشاركة بالقمة من بينهم الرئيس السوداني عمر البشير، وفي المقابل يغيب عنها الرئيسان مبارك والجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/03/2009
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المواطن
المصدر : www.elmouwatan.com