بعد المنغانة و شجرة الفضة، كان الشيء الأبرز الذي يزين مقر إقامة ملوك تلمسان هو المصحف أو نسخة من القرآن الكريم، التي خطتها يد الخليفة عثمان، فيوم قتل الخليفة كان يحمل المصحف في يده، و تدفق دمه على الكتاب المقدس ترك عليه بقعتين في مكانين مختلفين. و بعد وفاة عثمان، انتقل المصحف إلى الأمويين الذين حافظوا عليه بعناية. و عندما سيطر العباسيون على الإمبراطورية، و هزموا الأمويين، فر عبد الرحمن نجل معاوية، الذي نجا من المذبحة، ذاهبا إلى المغرب العربي و منه إلى إسبانيا حيث حصل على الاعتراف بسلطته. و كانت أخته أم الأصبغ التي بقيت في سوريا، تنقل إليه الأشياء الثمينة التي تنتمي إلى العائلة. و من بين هذه الأشياء كان مصحف عثمان الذي تركه عبد الرحمن نفسه للجامع الكبير في قرطبة. و ظل في خدمة المسجد إلى غاية الفترة التي سقطت اسبانيا بين أيدي عبد المؤمن الذي نقله إلى مراكش. و عندما هزم جيش أبو حسن على يد يغمراسن، سرق المصحف مع باقي الثروة التي كان يضمها معسكر الموحدين.
و كان ملوك تلمسان فخورين جدا بهذه الحيازة المرموقة. و بعد ذلك، نحو نهاية القرن 14، بعد حصارين لتلمسان من طرف المرينيين إختفى مصحف عثمان..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/04/2011
مضاف من طرف : tlemcen2011
المصدر : www.tlemcen2011.org