عرضت، أول أمس، المسرحية الموسيقية الموسومة ب”المصباح والضوء” للمخرج يوسفي عبد العزيز المدعو ”بازو”، بالمسرح الوطني الجزائري ومن إنتاج مسرح بجاية الجهوي. وعلى مدار 70 دقيقة استعرض المخرج العديد من الحقب التاريخية التي مرت على مدينة بجاية، حيث قدم لوحات فنية مختلفة من أداء مجموعة من الممثلين والكوريغرافيين، والرابط بينهما هو ذلك المسافر الذي يقوم في كل مرة بالنزول عند فترة تاريخية معينة.تناول العمل الذي نسج موسيقاه ”بازو” وألف نصه لمين بليدي، قصة مدينة بجاية وكل المدن الجزائرية تقريبا التي تملك تقريبا نفس التاريخ الثري، خصوصا أنها تعرضت كلها للاستعمار سواء الروماني، الإسباني والفرنسي. وكانت المسرحية مرآة عاكسة لمختلف مناحي الحياة بكل جنباتها تاريخيا واجتماعيا وفنيا وفق كل حقبة تاريخية معينة، مبرزا في الوقت ذاته التحول الذي تعيشه الآن من خلال فقدانها لبريقها وهويتها الأساسية، كغيرها من المدن الجزائرية، وهو ما أراد المخرج إظهاره في المسرحية. لم يغفل ”بازو” في عمله التطرق لمشكل التشويه العمراني والحالة التي آلت إليها أغلب المباني التاريخية في مدينة بجاية، حيث رافقت تلك الصور مشاهد ملك الحماديين يبكي على أطلال مدينته التي فقدت تاريخها وهويتها وأبرز معالمها، وكيف تم تشويه عمرانها الذي أصبح عبارة عن أسوار تآكلت بمرور الزمن مع غياب سياسة الحفاظ عليها، وتم تناسيها لتتحول إلى مفرغات للنفايات.اختار ”بازو” مجموعة من الأغاني القديمة التي ترمز للتاريخ الجزائري ومدينة بجاية على وجه الخصوص، حيث استعمل أغنية كلماتها تتغنى بالبحر وهي لدحمان الحراشي، وهو الخيار الذي أرجعه ”بازو” بحكم حبه الكبير لهذا الفنان. كما غنى الممثلون لفضيلة الدزيرية أغنية ”يا بلارج يا طويل القايمة”، وهي أغنية كتبها بوعلام بوزوز من مدينة بجاية، ولهذا أراد المخرج إضافتها للمسرحية لأنها جزء من تاريخ المنطقة كذلك. كما اعتمد ”بازو” على أغنية ليوسف بوكلة، ”وكان يا مكان” لعبد الوهاب الدوكالي التي أراد بها البكاء على الأطلال والحال الذي وصلت إليه المدينة رغم عراقتها وتاريخها الطويل وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ. اختار ”بازو” في عمله رمزية الشيخ الذي يمثل كل حقبة تاريخية معينة، والذي يمثل رمز المدينة والذاكرة أو مثلما يطلق عليه الوالي، ففي بجاية مثلا هناك 99 واليا. وقال ”بازو”، بعد العرض، أن عمله يوضح كيف نستخلص الدرس من الاستعمار وطريقته في استغلال الشعوب من خلال ضرب الشعب في شخصيته وطمس تاريخه، وهو ما حدث مع الرومان والإسبان والاستعمار الفرنسي. وأضاف ”بازو” أن بجاية مدينة قديمة لها تاريخ كبير يمتد لثلاثة آلاف عام، مر عليها الرومان والبيزنطيون وحقبات متنوعة، وهو ما رغب في إبرازه عبر عرض تفاصيل تاريخية وحياتية وعلاقة السكان بالمدينة. وأوضح المخرج محمد إسلام عباس، في تعليقه على العرض، أنه في أي مسرحية موسيقية يكون الاعتماد على الممثل الذي يغني ويرقص وفي نفس الوقت يؤدي. ولكن في هذا العرض الشيء الملاحظ هو غياب الأداء، ومعظم الممثلين كانوا يؤدون بالاستعانة بالميكروفونات، ولكن بمجرد توقف يسقط الريتم فجأة ولا يسمع الجمهور شيئا.وأضاف عباس أن النقطة السلبية في العمل هي غياب حكاية ونسق درامي، فحتى الكوميديا الموسيقية، حسبه، يجب أن تتكئ على نص وحكاية تجعل الجمهور يتابع أطوار العمل، وهو ما لم يلاحظ في عرض ”مصباح وضوء”، الذي اقتصر على مجموعة من الأغاني بدون إبداع، قام المخرج بإعادة توزيعها فقط. واعتبر عباس أن الشيء الإيجابي في العرض هو تمكن المخرج من وضع بصمته من خلال تجديد الأغاني.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/07/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فيصل شيباني
المصدر : www.al-fadjr.com