مصالح بدون مصالح

قصدت إحدى البلديات شرق العاصمة من اجل انجاز عمل إعلامي، سألت عن رئيس البلدية، فقيل لي أنه خرج في عطلة، ومن حقه ان يخرج المسؤول في عطلة وإلى هنا الأمر عادي جدا، سألت عن أحد مستخلفيه كي اخذ منه بعض المعلومات فقيل لي لا يوجد أي مسؤول فالكل خرج عطلة لمدة 20 يوما، الأمر قدر ما ادهشني قدر ما هو عادي في بلاد يستجدي المرشحون فيها الشعب ويمشون خلفهم حفاة عراة من اجل ان يصوتوا عليهم وحين يصلون الى البلدية يخرجون عطلة دفعة واحدة، أغرب ما قله لي عون الأمن حين أردت مقابلة اي مسؤول في البلدية، اخبرني انه يوجد شخص واحد فقط ولكنه لن يستطيع استقبال المزيد فهو يستقبل الناس مرتين في الأسبوع واخبرني انه تعب ويرفض استقبال اي شخص، الأغرب من كل هذا ان هذا المسؤول او هذا المنتخب لم يتم اجباره على الترشح من قبل الناس هو الذي قدم قدم نفسه للشعب من اجل التصويت عليه، وهو قبل هذا كان يعرف ان المسؤولية مرهقة وان الناس يقصدونه في كل لحظة، لذا التذمر والشكوى من الناس تصرف غير مقبول بالمرة. بعد هذه الجولة اخترت ديوان التسيير العقاري في ذات البلدية واردت ان اقابل مسؤولها فاستقبلني عون الأمن زاخبرني بأن المسؤول في عطلة وحين سألته عن الذي ينوبه قال لي انه مكلف بعمل في دمصلحة اخرى خارج البلدية، حينها فهمت المقولة التي يتداولها الكثير بيننا والتي تقول ان البلاد تشمي بالقدرة الإلهية