الجزائر

مصاريف العطلة الصيفية تطارد العائلات الجزائرية



تعيش العائلات الجزائرية، هذه الأيام، على وقع مصاريف العطلة الصيفية وما يُرافقها من هدايا الأعراس والنجاحات وغيرها من العادات الجديدة التي فرضتها بعض العائلات الميسورة..يأتي ذلك في ظل التراجع المشهود للقدرة الشرائية، من جهة، وموازاة مع تعاقب عدة مناسبات اجتماعية ودينية في فترة لا تتجاوز 4 أشهر فقط، فمن مصاريف شهر رمضان وعيد الفطر، تأتي مصاريف العطلة الصيفية والأعراس والنجاحات ثم مصاريف عيد الأضحى والدخول المدرسي.
يبدو أن مصاريف العطلة الصيفية وما تحمله من أعباء تتعلق بهدايا النجاحات والأعراس وغيرها من المناسبات الخاصة بموسم الصيف 2019، ستكون الأصعب على العائلات الجزائرية مقارنة بالمواسم الماضية، وذلك بالنظر إلى تراجع المستوى المعيشي الذي ازدادت حدته منذ الإجراءات التي تضمنها قانون المالية 2016 والتي تواصلت خلال قانوني المالية 2017 و2018، يُضاف إليها الارتفاع الملحوظ في مختلف أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية وتراجع قيمة الدينار وغيرها.. ما يجعل عديد العائلات تعيش ضغوطا غير مسبوقة ستكون عواقبها سلبية لا محالة على مختلف الجوانب.
والملاحظ أن مصاريف هاته المناسبات الصيفية تأتي بعد مرور فترة قصيرة جدا عن شهر رمضان المُعظم وعيد الفطر وما رافقهما من ارتفاع في الأسعار، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن العائلات الجزائرية تواجه مصاريف أكثر من خمس مناسبات اجتماعية هامة في ظرف لا يتعدى الأربعة أشهر، أي بداية من منتصف شهر ماي إلى مطلع سبتمبر، باعتبار أن عيد الأضحى سيكون مباشرة بعد مرور الثلث الأول من شهر أوت المقبل والدخول المدرسي بداية من 4 سبتمبر، وهو أمر ليس بالهين إذا ما علمنا أن متوسط أجر جل العمال أي أرباب البيوت يتراوح بين 35 و55 ألف دج، وهناك من لا يزالون يتقاضون أجورا تتراوح بين 20 و30 ألف دج.
وبعملية بسيطة جدا، نجد أنه من الصعب على رب أسرة تتكون من 5 أفراد، مواجهة مصاريف العطلة الصيفية بما فيها أعباء هدايا الأعراس والنجاحات، حتى ولو كان دخله يتجاوز 6 ملايين سنتيم، فما بالك بأصحاب الدخل المتوسط والضعيف، في هذا السياق، يقول أحد المواطنين، وهو رب عائلة تتكون من ثلاثة أطفال، أنه يعيش حالة طوارئ كلما اقتربت مناسبة من المناسبات بالنظر إلى تراجع قيمة الدينار وارتفاع الأسعار موضحا أن ورقة 2000 دج أصبحت اليوم لا تُساوي شيئا في السوق، وهو ما يجعله، يُضيف بقوله، يتألم داخليا عندما يرى أن أولاده لا يتمتعون بأشياء عادية مقابل رؤية عائلات أخرى تعيش الرفاهية والتبذير.
والغريب في الأمر أن جل العائلات الجزائرية أصبحت تُقلد العادات التي تعتمدها بعض العائلات الميسورة على غرار جعل من نجاح ابنها في السنة الخامسة ابتدائي أو الرابعة متوسط عرسا تقام فيه الأفراح ويُدعى إليه الأهل والأحباب، فما بالك بالنجاح في شهادة البكالوريا أو الحصول على شهادتي الليسانس والماستر.
ومن هذا المنطلق، أصبحت الفترة الصيفية والدخول الاجتماعي من أصعب المراحل التي تُواجهها العائلات الجزائرية خلال السنة باعتبارها تتصادف مع مناسبات عدة تتطلب أموالا إضافية ضخمة لتغطية التكاليف الباهضة الناتجة عنها، فإذا كانت العائلات تُعاني على مدار السنة من صعوبة ضمان العيش الكريم فإن هذه المعاناة تزداد حدة خلال موسم الصيف والدخول الاجتماعي سيما مع تراجع القدرة الشرائية وارتفاع مختلف الأسعار، وهو ما دفع عديد النقابات إلى المطالبة بإعادة النظر في القوانين الأساسية لمختلف القطاعات ومراجعة الأنظمة التعويضية في محاولة لإعادة الاعتبار للطبقة الوسطى التي أصبحت في خبر كان منذ سنة 2016.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)