الجزائر

«مشكلتنا في الباءات وليست الرايات»



بخلاف الجمعات السابقة عاش الحراك الشعبي أسبوعه الثامن عشر بوهران على وقع الصدامات التي لم تتطور لتقف عند حدود منع قوات الأمن رفع رايات أخرى غير الراية الوطنية وهو ما شهدته الانطلاقة الفعلية للمسيرة بساحة أول نوفمبر أين حذرت عناصر الشرطة المتظاهرين الذين رفعوا الأعلام الأجنبية من استخدامها في المسيرات حيث صادرت في الساعات الأولى حوالي 15 راية غير العلم الوطني ولم تحدث اعتقالات في صفوف المتظاهرين ولا مشادات بينهم وبين عناصر الأمنغير انه ورغم الحظر المفروض على الأعلام السياسية بعد قرار قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الذي شدد في خطابه الأخير على منع اختراق أي راية للحراك الشعبي إلا أن هذه الأعلام صنعت الحدث وعادت لترفرف إلى جنبا إلى جنب العلم الجزائري في وسط المدينة وهوما أدى إلى اعتقال أحد المتظاهرين الذي كان يلوح براية غير الراية الوطنية في حدود الساعة الرابعة مساء واقتياده الى مقر الأمن الحضري السادس عشر بنهج جيش التحرير بواجهة البحر كما لقيت هذه التطورات التي وقعت ردود أفعال بين المتظاهرين وانقسام الآراء بين من يؤيد قرار الجيش من أجل الحفاظ على سلمية الحراك والوحدة الوطنية للتي يجمعها علم الشهداء وبين من يرى أن منع الراية الامازيغية ضرب للهوية.
كما تعالت شعارات وسط المتظاهرين تردد» قبائلي وعربي خاوة خاوة « وفي المقابل تمسك معظم الحراكيون بالمطالب التي من أجلها انطلقت شرارة المسيرات حتى لا يحيد الحراك عن مطلبه الرئيسي والمتمثل في إسقاط بقايا النظام وبناء جمهورية جديدة بوجوه نظيفة من اختيار الشعب وهو ما جاء في بعض اللافتات التي حملت شعارات تدعوا للوحدة وتندد بكل محاولات زرع الفتنة على غرار «مشكلتنا في الباءات وليست الرايات» «العرب وقبايل خاوة خاوة والإسلام نحا العداوة» « سلمية سلمية من وهران حضارية « « ناحينا الخامسة ومزال فرنسا» « قلنا ترحلوا يعني ترحلوا» «لا للخونة علم واحد يجمعنا» وبين تضارب الشعارات بقيت مطالب الشعب المتفق عليها منصبة حول رحيل النظام تحت شعار « الإصلاحات بعد رحيل العصابات» « نعم للانتخابات تحت إشراف هيئة مستقلة» « نعم لجزائر حرة ديمقراطية ونعم لعدالة مستقلة « «ديقاج ديقاج والشعب داير كوراج»» .
وبساحة زبانة بدأت ملامح توجيه الحراك ظاهرة للعيان من خلال مبادرة الصندوق والإدلاء بصوت الشعب التي تقدم بها شباب الحراك من أجل فتح المجال للشعب بإعطاء مقترحاته في ورقة توضع داخل الصندوق بمثابة سبر للآراء .
وحسب ما علمناه أنه لا توجد أي جهة تقود هؤلاء الشباب المتطوعين الذين أطلقوا صفحة فايسبوكية لصوت الشعب هدفها إيصال رسالة الحراك إلى السلطات وبالموازاة مع هذه المبادرات انطلقت حملة المترشحين الأحرار للانتخابات الرئاسية من قلب الحراك مثلما عرفته مسيرة أمس أين تم الترويج لمشروع السلامة الوطنية للدكتور عبد الكريم حمادي وغيرها من المظاهر التي تنوعت وتعددت في الشهر الخامس من عمر المسيرات الشعبية وسط تواصل سلسلة التوقيفات والمحاكمات التي طالت رؤساء أحزاب ووزراء سابقين ورجال أعمال،في سابقة لم تشهدها البلاد في تاريخها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)