الجزائر

مشكلة المرأة المسلمة في فكر مالك بن نبي والأطروحات الغربية



بقلم موسى رابح موايسي
الجزء الأول
قبل الدخول في صلب الموضوع علي أن اعترف مسبقا بعجزي وقلة معرفتي لأنني لست من حملة الأقلام او أصحاب العلم والمعرفة للخوض في مثل هذا الموضوع الشائك المتشعب الجوانب الذي يحتاج إلى أهمية أكثر لايوافيه حقه إلا قلم سيال وعقل مستنير في مستوى مفكرنا وفيلسوفنا الخالد الذكر الشامخ العملاق [مالك بن نبي] رحمه الله لكن هذا لا يمنعني من اقتحام مجال الكتابة لأنبه والفت نظر الأخوة القراء إلى خطورة هذا الموضوع ولاسيما في هذه الآونة الأخيرة وما يحاك ضد الإسلام في الخفاء والعلانية مرة بإسم حقوق المرأة ومرة بإسم الاصولية والتطرف ومرة باسم الاسلام فوبيا والإرهاب الخ.. حتى يكونوا على بينة من الأمر إزاء تكالب الأعداء على الإسلام ومخطاطاتهم التخريبية لضربه في الصميم حتى يفرغ لهم المجال لبث سمومهم الفتاكة وأحقادهم الإلحادية الرامية لتهديم المجتمعات الإسلامية وزعزعتها من الداخل. لقد خرج هذا الموضوع عن نطاق الحشمة والستر إلى شوارع الإباحية والميوعة والانحلال الأخلاقي دون مراعاة لجانبي العفة والورع وضرب القيم الأخلاقية والإنسانية والآداب العامة عرض وبالتالي أصبحت قضية المرأة من الخطورة بمكان إذا لم تنبر لها أقلام المفكرين النزهاء وتتصدى لخطورتها وإفحامها للنزول عن رأيها وتوقيفها عند حدها الذي منحه إياها الشرع حتى لاتذهب إلى ابعد من هذا ثم ماهي هذه المطالب التي تستحقها المرأة؟ في نظري ليست هناك مطالب واضحة كما ليست هناك حقوق مهضومة كما يخل لها. وإنما كل ما في الأمر يعد إستغلالا لصمت العلماء وسكوتهم عن إظهار الحق والحقيقة وتبيانهما شجع المرأة للخروج عن فطرتها في غياب السلطة الأبوية. ولكن لاريب أن اكبر جناة البشرية الهدامين هم الذين يعبثون بالحقائق العلمية والشرعية ويحورونها حسب أهوائهم لتتماشى مع أفكارهم الايديولوجية ويشردون بها عن مناهجها المستقيمة عامدين ومصرين. فهذا ما جعلني إن أغامر بقلمي مقتحما مجال الكتابة في هذا الموضوع مع علمي مسبقا بأني لست من فرسان هذا الميدان وبما أنني لست من حملة الأقلام رأيت أن أركز على مجموعة من الأفكار لأكبر فيلسوف من مفكري الإسلام في راهننا المعاصر وهو [مالك بن نبي] رحمه الله..
*مشكلة المرأة هل هي مفتعلة؟
يرى [مالك بن نبي] رحمه الله إن مشكلة المرأة او قضية المرأة أو حرية المرأة او حقوق المرأة كما يحلو للبعض تسميتها لها في الواقع معنى واحدا وهي المشكلة التي أثيرت في الفكر الإسلامي المعاصر ولم تكن مطروحة في مجتمعنا الإسلامي منذ عهد الرسول (ص) إلى وقتنا الحاضر وهو الأمر الذي من شانه ان يؤكد انها فعلا مفتعلة..
يقول [مالك بن نبي] : ولكي تكون الفكرة واضحة كما ينبغي يجدر بي المقام ان ارجع إلى اكبر عالم اجتماع في الوطن العربي او حتى في العالم بالنظر لكونه اول من أسس علم الاجتماع واعني به ابن خلدون رحمه الله. ونحن نعرف دقة ابن خلدون وحرصه على تصنيف أنوع المشكلات الاجتماعية وطرحه لها بأسلوب علمي محض حيث إننا لم نر ولم نجد أثرا في كتابه القيم مقدمة الذي نال به شهرة عالمية ويعد اليوم من المرجعيات العالمية في علم الاجتماع بجميع فروعه حيث لم يعقد فيه فصلا واحدا تحت عنوان مشكلة المرأة . لم نجد ذلك إطلاقا. وهذا دليل قاطع بوسعه أن يبين لنا أنه من عهد الرسول (ص) إلى عصر ابن خلدون لم توجد ولم تعرف فيه مشكلة اسمها مشكلة المرأة اوقضية اسمها حقوق المرأة إطلاقا في الفكر الإسلامي ولافي المجتمع الإسلامي وهذا يغنينا عن كل دليل على إن الإسلام أتى بالحلول لكل أنواع المشكلات الاجتماعية وهي مدونة ومبوبة في كتب الفقه لمن أراد الاطلاع على ذلك. والدليل القاطع عن ذلك ان بونابرات كتب اصول مدونته المدنية اعتمادا على الفقه المالكي في مصر بمساعدة علماء الأزهر عندما احتل مصر وهي المسماة ب (كود سيفيل). ففي حياة سلفنا الصالح أكثر من حل وأكثر من برنامج وأكثر من برهان للمشككين في الإسلام كمنهج واضح المعالم والقيم قائم على أركان ثابتة لاتحتاج إلى طعن او شك !..
*الحقوق العامة للمرأة :
ان اثارة مسألة حقوق المرأة باستمرار في كل مكان من العالم في المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية وفي الندوات الثقافية وفي وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية والتي تعج بالآراء والنظريات وتضج بالحوارات والمجادلات وتعلن فيها التوصيات والقرارات أن كل ذلك يشكل دوامة صراع عنيفة تجعل المرأة تسير في طريق لاينتهي إلى غاية ولايحقق نتيجة مرضية أو تحقق من خلال ذلك شيئا يسعدها على الإطلاق ولاينيئ بكرامتها ولايقترب من تلك الحقوق التي اثبتتها لها شريعة الله ولايرفع بها لتلك المنزلة التي رفعها إليها وحيه الكريم. ذلك أن حقوق المرأة لا تحددها رغبات ملحة اونزوات عارضة تخص امرأة معينة أو مجموعة من النساء ولا تحددها تصورات خاصة أو أهداف معينة لدى منظمة دولية أو إقليمية تتضارب فيها الآراء والمصالح وتتعدد فيها الدوافع وتتفاوت فيها العقول والثقافات
*حقوق المرأة في الإسلام :
ان الأديان السابقة وكل الفلسفات والعادات والأعراف البشرية لم تنصف المرأة إطلاقا والإسلام هو الذي أنصفها وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة فالاسلام هيأ الحلول لكل المشكلات التي تتصل بحياة المرأة المسلمة عبر مراحل التاريخ الإسلامي بداية من الولادة إلى الوفاة : من زواج وطلاق وميراث وحضانة وتعليم ورعاية وكل ما يتعلق بحياتها الدنيوية والأخروية من حقوق وواجبات كبنت وأخت وكزوجة وكأم وكجدة.. الخ.
كل هذه الأمور إلى عصر ابن خلدون لم تعرف مشكلا يذكر والآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة واضحة في ذلك كل الوضوح وهي في متناول من أراد البحث عن الحقيقة..
*حرية المرأة ظهرت مع ظهور فكرة الطبقية :
ان فكرة الطبقية هي التي كانت وراء ظهور حرية المرأة. حيث حدث بعد ابن خلدون كما يذكر [مالك بن نبي] تطور غريب في الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي وذلك بسبب إتصالنا بالحضارة الغربية واحتكاكنا بثقافتها وتقربنا منها وبالتدقيق منذ منتصف القرن الماضي اعني القرن التاسع عشر ق19 حدثا شيئان في الحقيقة وليس شئ واحد :
1 التطور الخطير الذي عرفه المجتمع الغربي نفسه وهو الشئ الذي يسمى بالفكرة الطبقية التي نادى بها ماركس وهذه الفكرة هي التي كانت وراء تفكك المجتمعات إلى طبقات متناحرة ومتصارعة مع بعضها البعض والتي ولدت بعد المؤتمر الدولي سنة 1881م تحت الشعار المشهور الذي يرفع في كل عام بمناسبة عيد العمال حتى في الشوارع العربية والإسلامية يا كادحي العالم اتحدوا ..
2 وكصدى لهذه الفكرة الانفصالية التخريبية أعقبتها فكرة أخرى يا نساء العالم اتحدن !..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)