كرّمت جمعية مشعل الشهيد، أمس، اثنين من المناضلين اليساريين الذين ناضلوا إلى جانب الشعب الجزائري خلال حرب التحرير، وهما عبد القادر قروج وفيليكس كولوزي. وقال محمد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد، إن اختيار تكريم المناضلين يندرج ضمن استعادة ذكرى رفيقهما فرناند ايفتون، الذي أعدمته السلطات الاستعمارية يوم 11 فيفري 1957 بسجن سركاجي في العاصمة.
ذكر المؤرخ عمار بلخوجة، أمس، خلال ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد، بمناسبة ذكرى إعدام المناضل فرناند ايفتون، أن هذا الأخير ينتمي إلى فئة الأقدام السوداء الناقمة على النظام الاستعماري.
وأوضح بلخوجة أن ايفتون ولد يوم 12 جوان 1926 في حي سالم باي بالجزائر العاصمة، حيث كان يقطن فرنسيون بسطاء لم يكن النظام الاستعماري يعني بالنسبة إليهم أي شيء، سوى القسوة والمعاناة. وناضل ايفتون في الحزب الشيوعي الجزائري، مثل والده، وتعرف على مناضلين يساريين جزائريين أمثال أحمد عكاش وهنري مايو.
ومن جهته، تحدث فيليكس كولوزي عن ظروف التحاق فرناند ايفتون في جوان 1955 بالفرق المسلحة التابعة للمناضلين اليساريين، الذين ساندوا فكرة العمل المسلح على المنظمة الاستعمارية. وهي نفس الشهادة التي قدمها عبد القادر قروج الذي تحدث بدوره عن ظروف العمل المسلح الذي خاضه عدد من المناضلين اليساريين، على غرار مصطفى حشلاف، يحيي بريكي وجورج أكبومبورا.
وكانت الجماعات المسلحة التابعة لليسار الجزائري، التي كانت ترابط بالولاية الرابعة باسم الحزب الشيوعي الجزائري، قد أمضت على اتفاقية مع جبهة التحرير الوطني، أفضت إلى دمج المناضلين اليساريين المسلحين في صفوف جيش التحرير الوطني. وقد شارك عدد من هؤلاء الفدائيين في عدد من عمليات التخريب التي استهدفت المنشآت الاقتصادية الفرنسية على مستوى الجزائر العاصمة، وعليه، أوضح عمار بلخوجة بأن كومندو الجزائر العاصمة ، الذي كان ينتمي إليه فرناند ايفتون استهدف عددا من المنشآت الفرنسية بما في ذلك العملية التي نفذها ايفتون نفسه يوم 14 نوفمبر 1956 وشملت تفجير مصنع الغاز بالحامة، فألقت عليه السلطات الاستعمارية القبض يوم 12 نوفمبر 1956، وحكمت عليه بالإعدام.
وقد سبق للمـؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا أن كشـف في كتابـه فرانسـوا متيران وحـرب الجزائر ، أن هذا الأخير أمضى على قرار إعدام ايفتون، ورفض العفو عنه، لما كان يشغل منصب حافظ الأختام يوم 11 فيفري 1957 بسجن سركاجي، رفقة مناضلين آخرين هما محمد ونوري وأحمد لخناش.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : elkhabar
المصدر : www.elkhabar.com