مشاهد ركحية للصراع الأزلي بين الإنسان و فيروسات الشر

عرضت جمعية الظهرة لدار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي في إطار برنامج الأسبوع الثقافي لولاية مستغانم مسرحية "دين ودنيا" للكاتبة طنقور ولد عيسى ياسمينة وأخرجها مجاهد النصر الدين التي تبرزت ذلك الجدال الأبدي القائم بين الإنسان والدنيا . فالإنسان الذي تقمص دوره الممثل تكوك معتز بلقاسم مر منذ وجوده فوق هذه الأرض بمراحل وعصور بدايتها التي تزمن مع ظهور سيدنا آدم عليه السلام ، حيث صادف هذا المخلوق خلال مشواره الطويل الكثير من المآسي والنكبات ، ناهيك عن الأزمات النفسية ، حيث أثبت ضعفه وقلت حيلته كلما تغلبت غرائزه ونزعاته الحيوانية على إرادته الإنسانية ، ما يجعله عرضة لتصرفات مرعبة كرغبته في هدم كل ما هو جميل ، إشعاله فتيل الحروب عبر ربوع العالم ، ناهيك عن صراعه النفسي الداخلي ما يزيد في تعميق إحساسه بالتعاسة والشقاء وتنامي روح الحسد ، الظلم ، حب المال ، الرشوة ، النميمة ، الكذب ، السرقة إلى أن بلغ به الأمر تطبيق شعار "طاق على من طاق" للاستحواذ على الممتلكات العامة والخاصة... في المقابل توجد الدنيا التي تقمصت دورها الشابة ياسمين ، حيث تتبرأ من كل الأعمال الدنيئة والسخيفة التي يقوم بها الإنسان على مدار اليوم والسنة ، ولتصحيح مساره الخاطئ تخيره بين انتهاج طريق الخير أو الشر ، الجهل أو العلم ، النور أو الظلام ... إلا أن هذا المخلوق الضعيف المعروف بالإنسان ولكي يهرب من الحقيقة المرة التي صنعها بيديه ويتجرع في كل مرة مرارتها لم يجد سبيلا لتبرير أفعاله إلا اتهامه الدنيا بكل ما يحدث له وفي الكثير من الأحيان يجعل منها الشماعة التي يعلق عليها جل إخفاقاته وانحرافاته التي باتت لا تعد ولا تحصى . رغم كل هذه الإتهامات الباطلة التي يوجهها الإنسان للدنيا إلا أن هذه الأخيرة تمنحه عامل ثمين للعدول عن طريق الشر وهو عامل الوقت رغبة منها في أن يستغله في صناعة الحب ، زرع السلام ، الخير، الوفاء، الصدق والإخلاص ... مسرحية 'دين ودنيا' تنتهي باعتراف الإنسان عن فشله بسبب نقص إيمانه بربه وانعدام ثقته بنفسه .تعتبر المسرحية هي أول تجربة فنية تعرضها جمعية الظهرة أمام الجمهور، حسب المخرج مجاهد نصر الدين ، فإن فرقته الفتية المتكونة إلا من تلاميذ الثانويات تلقت منذ نشأتها في مطلع هذه السنة الكثير من المشاكل ما لم يسمح له تركيب العرض في أجواء مريحة وجيدة في ظل انعدام قاعات التدريب رغم هذا فإن الفرقة الشابة مصممة على مواصلة النشاط دون ملل ولا كلل .