مشاكل التعليم ، الحقيبة المثقلة

لم تنج المنظومة التربوية و المدرسة على وجه الخصوص من تأثيرات سنوات التسيير السيئ و الفساد حيث أريد لها أن تظل ورشة مفتوحة لإصلاحات لا تنتهي و هو ما تسبب في عدد لا يحصى من المشاكل التي لا تزال تتخبط فيها ، ولعل من أبرز هذه المشاكل الاكتظاظ الذي يلازم المدارس في كل مناطق الجزائر و هو ناتج عن التوسع العمراني الذي لم يتم فيه الاهتمام كثيرا بتوفير المرافق العمومية وعلى رأسها المدارس في مخططات إنجاز الأحياء والتجمعات السكانية الجديدة إلى درجة أن بعض المواطنين الذين تم ترحيلهم إلى سكنات جديدة تركوا أطفالهم يتابعون الدراسة في مؤسساتهم التربوية القديمة التي ظلت هي أيضا تعاني الاكتظاظ مثلها مثل المدارس الجديدة والمتوسطات و مؤسسات التعليم الثانوي التي نقل إليها السكان الجدد في محل إقامتهم الجديدة ، كما تعتبر وضعية المدارس كارثية خاصة في غياب الصيانة الدورية وتوفير التدفئة و شروط النظافة الكافية حيث تعاني المؤسسات التربوية من نقص في عدد عاملات النظافة ،هذا دون أن نتحدث عن الإطعام المدرسي هذا العنوان الكبير حيث أنه رغم الميزانية الضخمة المخصصة له لا يصل إلى التلميذ إلا النزر القليل من الوجبات الباردة و هو نفس ما نلاحظه في المطاعم الجامعية ،و من هموم المدرسة الضجة الكبرى التي تقيم الدنيا ولا تقعدها في بداية الموسم الدراسي بخصوص المنحة المدرسية الموجهة لأبناء العائلات المعوزة و الفقيرة ، التي لا تصل في كثير من الأحيان إلى مستحقيها و تضاف إليها مشكلة الكتب و الحقائب المدرسية التي تلقى نفس المصير ، هذا في حين يعاني أولياء أمور التلاميذ من رحلة البحث عن الكتب الناقصة ويضطرون إلى شرائها من هنا وهناك بأسعار مرتفعة ،هذا مع التذكير بجملة الإضرابات التي تشل القطاع التربوي طوال السنة على حساب مصلحة التلاميذ وأوليائهم الذين يصرفون الكثير من المال لتوفير تعليم جيد لأبنائهم عبر الدروس الخصوصية التي أصبحت جد ضرورية لتحقيق نجاح التلميذ .إن الحديث فعلا ذي شجون عن المنظومة التربوية عندنا وما يحيط بها ويؤثر فيها من عوامل مختلفة و في مقدمتها المناهج التربوية و مستوى بعض المعلمين والأساتذة ،و الحقائب المدرسية التي تثقل كاهل التلاميذ.