مشاريع جُسّدت وأخرى واعدة تنتظر موافقة الولاية

يعكف المجلس الشعبي لبلدية جسر قسنطينة، على تجسيد جملة من المشاريع التنموية لتحسين الإطار المعيشي للسكان، الذين يتطلعون لتوفير الضروريات؛ من هياكل وخدمات ومرافق، لا سيما أن هذه المنطقة تُعد من أكبر البلديات مساحة وكثافة سكانية. كما تُعد محظوظة بمرور خط المترو على ترابها؛ حيث تغيرت ملامحها بشكل كبير، وتيسرت بها خدمات النقل. ويسعى المجلس البلدي الحالي، وفق برنامجه المسطر، لاستكمال العديد من المشاريع، التي من شأنها استدراك النقائص، ومحو النقاط السوداء عن أحياء البلدية مترامية الأطراف.تُعد بلدية جسر قسنطينة التابعة للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس، من أكبر البلديات مساحة وكثافة سكانية؛ إذ تتربع على مساحة 1453 هكتار. وتضم أزيد من 200 ألف نسمة، مما يؤكد كثرة وتعدد المتطلبات الاجتماعية التي يلح السكان على توفيرها، ويتطلعون لاستدراك النقائص التي تؤثر على يومياتهم. وفي هذا الموضوع، يتحدث أعضاء المجلس البلدي لجسر قسنطينة، عن الأشواط المقطوعة في المسيرة التنموية بهذه الجماعة المحلية.
وأكد نائب رئيس البلدية نبيل العفري، رئيس اللجنة التقنية والبناء، في لقاء مع "المساء"، أن المجلس المنتخب الجديد المتشكل من عدة أطياف حزبية وأحرار، قطع على نفسه عهدا بالتكفل بانشغالات المواطنين؛ حيث تم وضع مخطط سُجلت به أولويات العمل، ورتبها أعضاء المجلس على أساس مبدأ الأهمية والاستعجال.
وتتمثل في القضاء على النقاط السوداء للصرف الصحي، وإنجاز شبكة المياه للأحياء التي يوجد بها ربط عشوائي، وتعبيد الطرقات بعدة مسالك، والتكفل بالمدارس، ثم الاهتمام بالإنارة العمومية، والمساحات الخضراء، والملاعب؛ "هكذا رتبنا أوليات العمل منذ البداية، وانطلقنا في تجسيدها. والحمد لله، آتت ثمارها. وقضينا على العديد من النقاط السوداء…"، يقول ممثل المجلس البلدي، مضيفا أن البرنامج لم يهمل عمليات الاقتناء لضروريات العمل بالمقر المركزي للبلدية وفروعه الستة.
مؤسسة خاصة لتجسيد أشغال الصرف الصحي
وبشأن الصرف الصحي، كشف المصدر أن البلدية تعاقدت مع مؤسسة خاصة للقيام بإصلاح الأعطاب التي تصيب الشبكة بالتنسيق مع مؤسسة "سيال"؛ حيث إن هناك عدة أحياء تواجه مشكل تجمع المياه المستعملة وصعوبة التخلص منها، لا سيما الأحياء الواقعة بالمنطقة المنخفضة؛ منها حي النور، الذي أُعدت بشأنه بطاقة تقنية.
وتبين من خلال الدراسة، أن التكلفة باهظة، ولا يمكن إنجاز أشغاله من ميزانية البلدية؛ إذ يُنتظر دراسته لإدراجه في المخطط البلدي للتنمية، حسب النائب العفري، الذي أكد أن البلدية ستتدخل لتسوية مشكل الصرف الصحي في أحياء أخرى؛ منها حي 2540 مسكن، و792 مسكن، وبولوح "1" ومحمد حمراوي "2"، وحي 232 مسكن بالقرب من الطريق السريع، وحي مصطفى مقنوش.
مشروع طريق اجتنابي في الأفق للقضاء على الاختناق المروري
أما بخصوص مياه الشرب، فأكد محدثنا أنه لا يوجد مشكل الربط بهذه الشبكة؛ حيث كانت هناك بعض الأحياء التي استكملت بها العملية، مفيدا بأن من بين الضروريات التي ركز عليها المجلس البلدي، تعبيد الطرقات، وترميم أخرى بعدة أحياء، وأن البلدية اقترحت استحداث طريق اجتنابي مزدوج يربط محطة المترو بعين النعجة بالطريق المزدوج بحي الصفصافة، ومنه القضاء على الاختناق المروري بالطريق المستعمل، حيث يضطر مستعملو المركبات للتنقل عبر مسلك حي "عدل" بعين المالحة، مرورا بالحديقة المستحدثة قرب السوق البلدية؛ حيث تتعقد الأمور أكثر في أوقات الذروة. وفي هذا السياق، أفاد النائب بشير عبة المكلف بلجنة البيئة، أن المشروع في طور الدراسة، ومدرَج في ميزانية البلدية.
فروع بلدية جديدة وحقيبة بيومترية للتخفيف عن المواطنين العاجزين
وعلى قدر المساحة الشاسعة التي تتربع عليها البلدية وعدد السكان، تزداد احتياجات السكان للهياكل الإدارية والتربوية والصحة؛ حيث تتوفر جسر قسنطينة على مقر كبير وفاخر للبلدية، يُعد تحفة معمارية جميلة، حسب ما لاحظت "المساء" التي زارته؛ فهو يتكون من طابق أرضي و5 طوابق علوية، ومكاتب واسعة، فضلا عن 6 مقرات فرعية للبلدية تسهل للمواطنين قضاء حاجياتهم الإدارية.
وتنوي البلدية إنجاز فرع جديد للوثائق البيومترية بالقرب من المقر القديم للبلدية، وذلك في إطار تقريب الإدارة من المواطن.
ومن بين التسهيلات الإدارية التي تريد البلدية تقديمها للسكان، مشروع الحقيبة البيومترية، التي تسمح للطاقم الإداري بالانتقال إلى المواطنين المرضى والعجزة في مقرات سكناهم؛ لتمكينهم من استخراج الوثائق البيومترية، وإعفائهم من عناء التنقل إلى الإدراة.
تكفل بالهياكل المدرسية واهتمام بالمرافق الرياضية
تتوفر بلدية جسر قسنطينة على 42 ابتدائية تخصص لها البلدية ميزانية سنوية، وطاقم بشري يشرف على سير هذه المرافق التعليمية التي تستقبل آلاف التلاميذ، وتجسد برنامجا دوريا لمتابعة وضعية الهياكل، لا سيما القديمة منها؛ حيث أكد النائب المذكور أنه تم خلال الصائفة الماضية، تهيئة 23 ابتدائية بفضل الإعانة المالية التي قدمتها الولاية للبلدية؛ قصد إنجاز أشغال الكتامة، فضلا عن مشاريع في طور الإنجاز لتوفير مطعمين مدرسيين جديدين يضافان للقديمة منها.
وفي الشق الرياضي، أكد أعضاء المجلس البلدي أن جسر قسنطينة تتوفر على كم هائل من الملاعب، وملاعب من نوع "ماتيكو" وفضاءات اللعب.
وتسعى البلدية لاستغلال المزيد من المساحات والجيوب العقارية؛ لتحويلها إلى مرافق رياضية، لتكون متنفسا للشباب، ودافعا له لممارسة الرياضة، والابتعاد عن الآفات الاجتماعية؛ حيث سجلت 3 مشاريع لإنجاز قاعات متعددة الرياضات بكل من عين النعجة، وكازناف، وحي الحياة (لوناب). وانتهت الدراسة بالنسبة لقاعتين، في انتظار اختيار مؤسسة الإنجاز. كما سيعطي المسبح الجديد وهو مشروع ولائي لم يدشن بعد إضافة محسوسة للمشهد الرياضي والشباني بالمنطقة.
اقتراحات لتحسين الجباية، تنظيم الأسواق واقتناء آليات التدخل
أوضح السيد العفري أن البلدية قامت بتحيين مبلغ كراء المحلات التابعة لها، ودفع أصحابها على تقديم خدمات تجارية مناسبة، مفيدا بأن المجلس البلدي اقترح على الولاية استحداث منطقة نشاطات جنوب غرب تراب البلدية، لاستقطاب الشركات الناشئة والمستثمرين، وتحسين إيرادات خزينة البلدية، التي راسلت بشأنها الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس؛ قصد الموافقة عليها.
وبخصوص الأسواق الجوارية، أكد المسؤولون المحليون أن جسر قسنطينة تتوفر على عدة أسواق يومية، وأخرى لتجارة الجملة، منها حي السمار الكبير، وأحياء عين النعجة، والنسيم، والحياة، و720 مسكن، الذي توجد به سوق فوضوية وسط العمارات، تسعى البلدية التي أحصت الناشطين بها، لإدماجهم في أسواق منظمة لاحقا.
ويعترف المجلس بأن البلدية تفتقر إلى تجهيزات الأشغال العمومية ووسائل التدخل؛ من جرافات وحفارات... وغيرها من آليات، وعتاد الأشغال العمومية، خاصة في الحالات الاستعجالية المتربطة بالبيئة والمحيط. وفي هذا الشأن، ذكر المتحدث أن البلدية التي تسجل نقصا كبيرا في هذه التجهيزات، تعمل على اقتناء هذه الأخيرة؛ لضمان تدخّل سلس في الحالات الضرورية، مضيفا أنه تم إلى جانب ذلك اقتناء 6 حاويات مدفونة من الحجم الكبير، تستوعب كمّا هائلا من النفايات.