الجزائر

مسيرة حافلة بالإنتصارات....انتهت على يد الجزائر أرقام "حليلوزيتش" مع كوت ديفوار مذهلة والتشكيلة الثرية ل "الفيلة" ساهمت في نجاحه



كنّا في عدد فارط قد استعرضنا حصيلة المدرب المحتمل للمنتخب الوطني "وحيد حليلوزيتش"، خلال المباريات التي جمعته والأندية والمنتخبات التي دربها ب "الخضر" والأندية الجزائرية،والتي لم يسبق له أن حقق ضدها أي انتصار. لكنّنا هذه المرة فضلنا أن نلقي نظرة على مسيرته مع منتخب كوت ديفوار، الذي يعد آخر منتخب يشرف البوسني على تدريبه، قبل أن يخوض مؤخرا تجربة قصيرة مع "دينامو زاغريب" الكرواتي. مسيرة المدرب مع منتخب كوت ديفوار انطلقت في شهر ماي من سنة 2008 وانتهت يوم 24 جانفي من سنة 2010، فترة قاد فيها البوسني رفاق دروڤبا إلى تحقيق نتائج كبيرة سواء في المباريات الرسمية التي كللت بالوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا ونهائيات كأس العالم 2010، أو في المباريات الودية التي أحرج فيها كبار المنتخبات العالمية.
وصل إلى نهائيات أنڤولا وجنوب إفريقيا من دون خطأ
15 هو عدد المباريات الرسمية التي أشرف فيها البوسني "حليلوزيتش" على العارضة الفنية للمنتخب الإيفواري، بدأها بالإقصائيات المزدوجة لنهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010. واستهل المدرب مسيرته بانتصارات كاسحة في المرحلة الثانية (كوت ديفوار لم يخض المرحلة الأولى من التصفيات) من التصفيات على حساب منتخبات موزمبيق، مدغشقر وبوتسوانا، قبل أن يجتاز المرحلة الأخيرة بسلام بعد أن قهر كل من منتخبات مالاوي، غينيا وبوركينافاسو. محققا بذلك التأهل عن جدارة واستحقاق إلى "الكان" بأنڤولا و"المونديال" بجنوب إفريقيا معا دون أن يتكبد ولا خسارة، حيث تعادل في 4 مناسبات وفاز في ثمانية مناسبات، ولم ينجح أي منتخب من المنتخبات المذكورة في الإطاحة به.
تعثر أمام بوركينافاسو وانتفاضة أمام غانا
وبعد مشوار حافل وكبير في التصفيات، دخل منتخب "الفيلة" نهائيات كأس إفريقيا بأنڤولا وهو مرشح للظفر باللقب القاري من طرف جميع الأخصائيين، لما أبان عنه من قوة في مبارياته التصفوية، فضلا عن تعداده الثري الذي ضم كبار اللاعبين المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية. وكانت مباراته الأولى في النهائيات ضدّ بوركينافاسو، وهي المباراة الرسمية رقم 13 للبوسني حليلوزيتش، غير أن التوفيق لم يكن حليفه ولا حليف أشباله الذين استهتروا، وكلفهم ذلك تعادلا سلبيا بطعم الخسارة، فكانوا بعد ذلك مجبرين على تحقيق الانتصار بأي ثمن على منتخب غانا القوي، والمرشح هو الآخر للذهاب بعيدا في نهائيات كأس إفريقيا. فنجح أشبال البوسني في ترويض من نشطوا النهائي بعدها بثلاثية مقابل هدف وحيد، جعلهم ينجون من الإقصاء ويتأهلون إلى الدور ربع النهائي.
لولا الجزائر لبلغ النهائي ولما أقيل من منصبه
وشاءت القوانين الظالمة لكرة القدم أن تكون نهاية البوسني وحيد حليلوزيتش مع "كوت ديفوار"، ما إن يتلقى أوّل خسارة له في مباراة رسمية من ضمن 15 مقابلة رسمية، ومن الصدف أنها كانت أمام المنتخب الذي يسعى إلى التعاقد معه في الوقت الحالي، ألا وهو منتخب الجزائر، وكان ذلك يوم 24 جوان 2010 بمقاطعة كابيندا بأنڤولا لحساب الدور ربع النهائي من "الكان". حيث تقدم الإيفواريون بواسطة كالو قبل أن يعادل مطمور النتيجة ليتقدم كايتا من جديد، ليرد عليه في الوقت بدل الضائع بوڤرة بهدف قاتل، ومهد لبوعزة الهدف الثالث في الوقت الإضافي. لتنتهي المباراة بتأهل الجزائر إلى المربع الذهبي وخروج كوت ديفوار من منافسة كان مرشحا للتتويج بلقبها، وبإقالة البوسني من على عارضته الفنية بمناسبة أول خسارة له كمدرب من ضمن 15 مباراة رسمية، فاز فيها بتسعة وتعادل في خمسة وخسر في واحدة فقط... فكم هي ظالمة قوانين كرة القدم.
خسارة واحدة في اللقاءات الودية أمام اليابان
ومثلما كانت المباريات الرسمية التي خاضها البوسني على رأس "الفيلة" حافلة بالانتصارات، سارت الأمور معه في مبارياته الودية بنفس الصورة، حيث أحرز عددا كبيرا من الانتصارات ولم يتلق سوى خسارة واحدة من ضمن 11 مباراة ودية خاضها. فاز فيها بخمس مباريات وتعادل في خمسة مثلها وخسر في واحدة، كانت في أول ظهور له على رأس المنتخب سنة 2008، وذلك في دورة كروية باليابان أمام هذا الأخير بهدف دون رد.
أحرج كبار المنتخبات وألمانيا عجزت عن هزمه
وعلى الصعيد الودي دائما، فإن خسارة اليابان كانت الأولى والأخيرة لحليلوزيتش كمدرب للفيلة، لأن الرجل بعدها بأيام قليلة أحرج منتخب الباراڤواي وفرض عليه تعادلا إيجابيا أشبه بالانتصار، قبل أن يخوض مباريات ودية أخرى أجرح فيها منتخبات لا تقل قيمة عن الباراڤواي، على غرار التعادل الإيجابي (2- 2) ضد منتخب ألمانيا القوي، والتعادل أيضا بنتيجة (1- 1) ضد منتخب تريكا، والفوز المستحق على الكامرون بثنائية مقابل هدف. بالإضافة إلى تعادل سلبي ضد تونس، وانتصارات أخرى منطقية ضد منتخبات تعوّد على الإطاحة بها في صورة بوركينافاسو وتانزانيا ورواندا وغينيا.
كوت ديفوار سجلت 50 هدفا وتلقت 19 معه
ومن جملة 26 مباراة خاضها كمدرب على رأس كوت ديفوار، تبرز الأرقام أن البوسني لم يكتف فقط بإحراز عدد كبير من الانتصارات، بل أن القاطرة الأمامية لهذا المنتخب سجلت ما لا يقل عن 50 هدفا في أقل من سنتين، 34 منها في المباريات الرسمية، و16 هدفا في اللقاءات الودية. وهو ما يبرز أن حاليلوزتيش ينتهج خططا هجومية يساعده على تطبيقها طبعا تواجد عمالقة من طينة "دروڤبا، جيرفينو" كالو" وغيرهم، كما أن شباكه لم تهتز في المباريات الرسمية سوى 10 مرات وفي اللقاءات الودية 9 مرات، ما يؤكد أيضا أن منتخب "حليلوزيتش" الإيفواري كان يهاجم جيدا ويدافع جيدا أيضا.
تواجد نجوم "الفيلة" سهل عليه المأمورية
وحتى إن كنا نقرّ في النهاية بأن لمسة البوسني تجلت من خلال كافة الأرقام التي استعرضناها وإياكم، إلا أنّ التشكيلة الثرية لمنتخب "الفيلة" ساهمت في نجاح هذا المدرب على رأس "كوت ديفوار"، فالرجل لم يكن بحوزته لاعبين مغمورين كالذين ينتدبهم منتخبنا في كل مرة، بل استفاد على مدار قرابة سنتين من نجوم ك "دروڤبا، يايا توري، كولو توري، جيرفينهو، كالو، كايتا" وغيرهم من اللاعبين الذين ينشطون في كبار الأندية الأوروبية، والذين سهلوا عليه المأمورية كي يحقق كل تلك النتائج الكبيرة، التي نأمل أن يحققها لو أنه يعين مدربا للمنتخب الوطني الجزائري مثلما توحي كافة المؤشرات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)