الجزائر

مسرحية عبثية



 كثيرا ما كنت أقول مازحا للأصدقاء هناك أربعة شخصيات في البلاد أزعم أنها لو اجتمعت في رجل واحد لكان الخلاص على يده:
هناك رجل سلطة ورجل سياسة ورجل دولة ورجل مواقف. هل عرفتم من يكونوا؟ رجل السلطة هو عبد العزيز بوتفليقة ورجل السياسة هو عبد الحميد مهري ورجل الدولة هو مولود حمروش ورجل المواقف هو الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي.
ولكن نحن في حاجة إل أي مِن هؤلاء؟ على كل منا أن يقدم ما يراه مناسبا من إجابة. وفيما يخصني أقول إن البلاد ليست في كل الأحوال بحاجة لرجل سلطة ولو كان في مستوى بوتفليقة. لقد كرهنا من السلطويين وما تسببوا فيه من ركود وفساد ومن تعريض مصالح البلاد والعباد للتلاعب والنهب والاستحواذ.
نعم نحن في حاجة للكثير من رجال السياسة ورجال الدولة ورجال المواقف، وليس للسلطة ورجالها.
أكتب هذا الكلام اليوم وأنا أحاول أن أتمعن في استدعاء الاحتياطي السلطوي لتأليف مسرحية الاستشارات الإصلاحية! وأحاول أن أحصر من وافق على القيام بدور في هذه المسرحية البايخة ومن لم يوافق.
فوجدت أن الجنرال خالد نزار كان من المدعوين وأنه صار ديمقراطيا فقلت: إنها نكتة ثقيلة من الصعب ''بلعها''، ووجدت أن أحزابا خرجت منذ زمن طويل من الحياة وأعادت لها السلطة الحياة فقلت هذا عبث. تُمنع أحزاب من النشاط ويُرفض الموت الرحيم لأحزاب محتضرة.
ومع ذلك هل المشكلة في الدستور وفي القوانين التي يريدون تغييرها؟
طبعا لا والله لا، فحتى القوانين التي كانت على درجة من التطور تم إفراغها من محتواها من قبل هذه السلطة.
أغلب الإعلاميين يرون أن قانون الإعلام لعام 1990 كان الأرحم، والكثير يرى أن دستور 1990 كان الأكثـر توازنا في توزيع السلطات والأكثـر وضوحا في ضمان الحريات. فمن تلاعب بالدستور وبالقوانين؟ الإجابة معروفة خالد نزار وبعده بوتفليقة والذين شاركوهما السلطة. فكيف يدّعون اليوم أنهم سيصلحونها؟
هل تعرفون نتيجة الاستشارات؟ سأقول لكم الآن. سيقول بن صالح ومساعدوه في تقريرهم إن أغلبية 99 بالمئة من الذين شاركوا في الاستشارات أعلنوا تزكيتهم لإصلاحات فخامة الرئيس. وكفى!

mostafahemissi@hotmail.com




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)