مسرحية "المذنبون" صراع الوهم والحقيقة على ركح بشطارزي للمخرج أحمد عڤون

احتضن أوّل أمس، المسرح الوطني محي الدين بشطارزي عرض مسرحي بعنوان ”المذنبون” التي كتبها وأخرجها لمسرح باتنة الجهوي المبدع الشاب أحمد العڤون، وسط جمهور متواضع حضر أطوار هذا العمل الذي يعرض ضمن البرنامج الفني الخاص بشهر رمضان الكريم.مسرحية ”المذنبون” التي تعتبر ثاني إنتاج لمسرح باتنة الجهوي سنة 2013، قامت بعدّة جولات فنية عبر 10 ولايات من الوطن، على غرار تيزي وزو، سكيكيدة، سطيف.. حطّت قبل يومين الرحال بالعاصمة وتم عرضها مرّتين متتاليتين سهرتي الجمعة والسبت على ركح محي الدين بشطارزي.
تروي مسرحية ”المذنبون” التي تنتمي إلى المسرح الذهني الذي يبني أساسا على مخاطبة العقل، في زمن قدره ساعة قصة مشوقة وجميلة لخمسة أشخاص هم ” المولود، السعيد، جمال، منير وخالد”، يحتجزهم محامي يدعى ”البرق” داخل مكتبه بعد أن توصل إلى إقناعهم وقام بوعد كل واحد منهم بأن يحل مشاكله المستعصية التي لم يجد لها خلاصا، حيث ضرب لهم موعدا في مكتبه انتهى باحتجازهم فيه، لكن تبدأ الأحداث في التشابك بطريقة مأساوية تصل ذروتها عندما يشترط فيها المحامي على المحتجزين اختيار واحد منهم ليقبض روحه بدل شخص سادس كان من المفروض حضوره اللقاء أطلق عليه اسم ”مروان”.
وفي أجواء مشحونة وجدت الشخصيات الخمس نفسها محبوسة في غرفة مقطوعة عن العالم تحت حراسة المحامي ”البرق” ليتعرف الجمهور من خلال الحوارات التي دارت بين المجموعة عن سرّ وظروف كل واحد من الرجال الخمسة التي قادته إلى المحامي الذي بدا على الخشبة غريب الأطوار وكأنه من عالم آخر لا علاقة له ببني البشر. وبعد أخذ ورد يقبل فرد منهم بأن يكون الضحية لأنه ببساطة وحيد ولا يملك عائلة ولا أمل له في الحياة بحسب كلامه، لاسيما بعد الرفض التام الذي قوبل به من طرف أهل فتاة أحلامه التي يحبها ويريد الزواج بها، حيث يتفاجأ برفض ”البرق” مرة أخرى لهذا المقترح باعتبار أنّ الوقت قد مرّ وأنهم ارتكبوا الجريمة، وبالتالي فهم مذنبون في حق الغائب ”مراون”، الذي ما هو في الواقع سوى ابن أخيه الذي انتحر. ويكشف المحامي للجميع بأنّ اختياره لهم كان مدروسا لأن كل واحد منهم كانت له علاقة مباشرة بمروان وتسببوا جميعا في أذيته بطريقة أو بأخرى فما كان عليه سوى الانتقام منهم وبطريقته الخاصة.