احتضنت أوبرا «بوعلام بسايح» مساء أول أمس العرض العالمي الأول للفيلم الطويل «مسدس مانديلا»، (إنتاج مشترك جزائري، بريطاني، جنوب إفريقي)، الذي يتناول أهم محطات مسيرة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا في قالب توثيقي؛ حيث اعتمد المخرج جون إيرفن عن سيناريو أوتس كيرياكيد، على شهادات شخصيات عرفت الراحل مانديلا.الفيلم المقدّم ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الجنوب إفريقي بالجزائر، عرض شهادات في قالب توثيقي ودرامي. وتدور أحداث الفيلم حول فارقة حساسة جداً في حياة الزعيم الجنوب الإفريقي، تمثلت في تحوّل القائد مانديلا من النضال السلمي إلى الكفاح المسلح.تبدأ قصة الفيلم الذي شاركت في إنتاجه الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي عام 1961، حين بدأ مانديلا نشاطه السري ليصبح قائداً في كفاحه المسلح. وقبل وقت قليل فقط من إلقاء القبض عليه سنة 1962 توجه مانديلا إلى إثيوبيا للتدريب العسكري ومنحه الإمبراطور الإثيوبي هايلي سيلاسي مسدساً من طراز مكاروف كهدية. وخلال عودته إلى بلاده وبينما كان مانديلا يختبئ في مطبخ بيت ريفي قرب مزرعة ليليزليف التي كانت معقلاً للمقاومين شمال جوهانسبورغ، حفر في الأرض حفرة ودفن فيها المسدس ملفوفاً ببذلته العسكرية. واعتُقل مانديلا وكان يأمل أن يعود إلى المكان نفسه لاسترجاع مسدسه الذي لم يطلق منه رصاصة واحدة، لكنه لم يكن يعلم أن أسره سيستمر 27 عاماً.الشريط استعرض على مدى 90 دقيقة، محطة هامة من نضال نيلسون مانديلا الذي جال عددا من البلدان الإفريقية؛ من أجل تكوين الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي «حربة الأمّة». وعرض شهادات فاعلين تاريخيين ممن عرفوا مانديلا في تلك الحقبة ورفاق ماديبا، الذي جسده الممثل الجنوب إفريقي توميشو ماشا.يستحضر الشريط محطات قائد حربة الأمة التي قادته أولا إلى الجزائر غير بعيد عن الحدود المغربية؛ حيث وقف مانديلا على بشاعة عنف الجيش الاستعماري الفرنسي، والتقى بضباط جيش التحرير الوطني، الذين أبرزوا أهمية النضال السياسي إلى جانب الكفاح المسلح. وتواصلت الرحلة إلى إثيوبيا؛ حيث تلقّى مانديلا تدريبا عسكريا، ولقّن كيفيات الإشراف على حرب العصابات.كما وثق الفيلم لتدريب وحدات مانديلا في بلدان إفريقية أخرى قبل العودة إلى مسار عودة الزعيم إلى جنوب إفريقيا في أوت 1962 بعد نشاط سري دام 17 شهرا، ليتوقّف عند توقيفه والقبض على عدد من قادة المؤتمر الوطني الإفريقي، ثم الحكم عليه بالسجن المؤبد.وحسب بطاقة الفيلم، جرى التصوير في عدّة دول على غرار الجزائر، التي قضى فيها فريق العمل أسبوعا كاملا، إضافة إلى جنوب إفريقيا، وإثيوبيا وتنزانيا. وجسّد بطولة القصة كل من الممثل الجنوب إفريقي تومبسشو ماشا الذي أدى شخصية مانديلا، والجزائري خالد بن عيسى في دور الشريف بلقاسم، وديسموند دوب تقمّص شخصية جوفان مبيكي، ونايك بوران أدى شخصية سيسيل وليامز، وفرانسيس شولر لعب دور بوب هيبال وغيرهم.وكان المنتج جيريمي ناثان قد قال عن الفيلم: «ليس مجرد فيلم روائي طويل ولكنه وثائقي، يتضمن شهادات من عرفوا مانديلا في ذلك الوقت».وبالنسبة لجيرمي فإن «المسدس يشكل لغزاً إلى حد الآن، ويمثل أول سلاح ضد نظام الأبارتيد، إضافة إلى أنه تجربة لا تتكرر. لقد قمنا بأبحاث عديدة وبحوزتنا معلومات كثيرة، بعضها يتم الكشف عنها لأول مرة».والجدير بالذكر أنّ نيلسون مانديلا الذي تلقّى تدريبه العسكري في الجزائر في الستينيات واستلهم منها الكفاح والنضال، قبع في السجن 27 عاما معزولا ووحيدا، بعيدا عن عائلته، لكن قريبا من قضيته. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، والأمر حرب أهلية متصاعدة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/03/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ن ج
المصدر : www.el-massa.com