شيده السلطان أبو سعيد عثمان، خليفة وابن يغمراسن، في سنة 696 هـ تكريماً لذكرى الأمير أبي عامر إبراهيم، علماً أنه يحمل اسم الولي أبي الحسن بن يخلف التنسي أحد مشاهير العلم في تلمسان.
ويشهد هذا المسجد الذي لا زال قائماً، على روعة وازدهار عمارة المساجد بتلمسان، فهو وعلى صغر حجمه وقربه من المسجد الكبير إلا أنه يلفت نظر الزائر إليه لكونه تحفة نادرة، تحول إلى متحف مدينة تلمسان ثم إلى مدرسة في الفترة الاستعمارية.
والمسجد عبارة عن مخطط مستطيل الشكل، قاعة صلاة به مقسمة إلى ثلاثة بلاطات عمودية على جدار القبلة، يفصل بينها صفان من الأعمدة تترابط فيما بينها بأقواس حدوية الشكل، ونظراً لصغر حجمه فإن المسجد يفتقر إلى صحن ومجنبات وميضأة، فهو عبارة عن مصلى (حوالي 100 متر مربع) خاص بالأمراء ورجال السلطة.
للمسجد ثلاثة أبواب، إحداها توجد في الجدار الشرقي، والثانية في الزاوية الجنوبية الشرقية تؤدي إلى المنارة، والثالثة توجد في الجدار القبلي.
وأما المحراب، فهو عبارة عن كوة مسدسة الأضلاع، ويشكل قطعة أثرية كاملة مع رقة وصفاء الخطوط وتشابك جميل للرموز وتجانس دوائره، وتنوع زخارفه التي نقل السلطان أبو سعيد عثمان إلى تلمسان كثيراً من عناصرها الأندلسية، ومنها الزليج.
نسب هذا المسجد إلى العالم الجليل سيدي أبي الحسن علي بن يخلف التنسي المعاصر للسلطان أبي سعيد عثمان بن يغمراسن الذي شيده ونسبه إليه إكراماً له لأنه كان من أفضل علماء عهده وأتقاهم وأروعهم، وقد ابتنى هذا المسجد حسبما نصت عليه النقوش المثبتة على الجدار الغربي للمسجد، والمكتوبة على صفحة من المرمر الأخضر بخط أندلسي أنيق، أنه تذكار للأمير أبي عامر إبراهيم بن أبي يحيى يغمراسن بن زيان الذي أوصى ببناء هذا المسجد قبل وفاته وحبس عليه بعض أمواله العقارية.
تاريخ الإضافة : 07/09/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : http://www.almasalik.com